قال رئيس الصندوق الدولي للتنمية الزراعية جيلبير أنغبو، قبل انعقاد السابق لقمة الأمم المتحدة بشأن النظم الغذائية، الذي يبدأ في روما الاثنين القادم، "اننا إذا تجاهلنا تحديات سكان الريف وحاجاتهم في أشد بلدان العالم فقرا، فإن محاولاتنا لإيجاد نظم غذائية أكثر إنصافا واستدامة ستبوء بالفشل".
وأضاف: "لطالما همش سكان الريف في سلاسل القيمة الغذائية، ففي حين أنهم يكدحون لإنتاج الكثير من غذائنا، غالبا ما يتلقون أجرا زهيدا في مقابل جهودهم ويتركون عرضة للصدمات".
وتابع رئيس الصندوق الذي يعتبر وكالة الأمم المتحدة الرائدة في التصدي للفقر والجوع في المناطق الريفية: "إن هذه لحظة حاسمة للتصدي لعدم الإنصاف في نظمنا الغذائية، ومن دون اتخاذ إجراءات ملموسة تنتج منها تغييرات حقيقية بالنسبة الى المنتجين الريفيين، سيزداد الجوع والفقر اللذان سيؤديان إلى المزيد من عدم الاستقرار والهجرة".
وأوضح الصندوق ان "صغار المزارعين الريفيين ينتجون نحو ثلث الأغذية في العالم، ويوفرون ما يصل إلى 80 بالمئة من الأغذية في أجزاء من أفريقيا وآسيا، ومع أنهم يؤدون دورا رئيسيا في الحفاظ على أداء النظم الغذائية، فإنهم غالبا ما يعانون الجوع، وفي عام 2020، تفاقم هذا الوضع بفعل تغير المناخ، والنزاعات، وآثار جائحة كوفيد-19، مما نجم عنه زيادة كبيرة في الجوع العالمي، كما جاء في تقرير نشرته خمس من وكالات الأمم المتحدة بصورة مشتركة، من بينها الصندوق الدولي للتنمية الزراعية، الأسبوع الماضي، وخلص التقرير إلى أن "واحد من بين كل 10 أشخاص يعاني الآن الجوع".
وفي مؤتمر ما قبل قمة النظم الغذائية ما بين 26-28 تموز (يوليو)، سينضم الصندوق إلى آلاف المشاركين من حكومات، وشركات، ووكالات إنمائية، ومزارعين، ومنظمات المجتمع المدني لمناقشة "كيف يمكن تحويل زراعتنا، وتجهيزنا، وبيعنا، واستهلاكنا للأغذية لجعلها أكثر استدامة وإنصافا، كما ويهدف مؤتمر ما قبل القمة إلى وضع رؤية مشتركة، وإطلاق التزامات، وحشد الشراكات من أجل التمويل".
وقال أنغبو: "إذا أردت أن تصلح النظم الغذائية، فاستمع إلى الأشخاص الذين يعملون فيها. فصغار المنتجين الريفيين هم الذين يفهمون تحدياتهم ويمكنهم أن يرشدونا إلى الحلول المطلوب.
ولجمع المدخلات من المنتجين الريفيين حول العالم، أطلق الصندوق هذا الأسبوع منصة صوت الريف الخاصة به. وكانت إحدى المساهمات Shirley Casachagua من منطقة نائية في بيرو وهي تقول: "أيا كانت القارة، أو البلد، أو الجمهورية التي تعيش فيها، نحن جميعا أبناء الأرض ونعيش منها، وأود أن أطلب من قادة العالم أن يقوموا بدور الرقيب على الصناعات الكبيرة لأنها تساهم بشكل كبير في تغير المناخ، وهذا يضر بكل من يعيش على الأرض".
وقد تعاون الصندوق أيضا مع Farm Radio International لإجراء استقصاءات مع سكان الريف الذين يعيشون في المناطق النائية من خلال البرامج الإذاعية، ودعم تنظيم أكثر من 40 حوارا مستقلا بقيادة منظمات المزارعين ومجموعات الشعوب الأصلية، والتي ستصب في عملية مؤتمر القمة.
ودعا الصندوق إلى عدد من "التغييرات الرئيسية في النظم الغذائية"، بما في ذلك:
أولا: الالتزام تقديم التمويل وتوفير الإرادة السياسية لضمان قدرة سكان الريف على الوصول إلى المدخلات، والأسواق، والخدمات المالية، والتكنولوجيا، والمعلومات التي يحتاجون إليها لتوسيع أعمالهم، والتكيف مع تغير المناخ، وحماية البيئة والتنوع البيولوجي، وزيادة قدرتهم على الصمود في مواجهة الصدمات الاقتصادية، والصحية، والمناخية.
ثانيا: جعل النظم الغذائية أكثر عدلا وإنصافا. فالنظم الغذائية تعتمد على عمل الناس، ويجب أن يكسب أولئك الذين يعملون فيها سبل عيش لائقة".
كما أن الصندوق "يقود مبادرة لإطلاق إمكانات البنوك الإنمائية العامة حول العالم لتمويل تحويل النظم الغذائية والمساعدة في تحويل الاستثمارات إلى نظم أكثر استدامة بيئيا وأكثر إنصافا، ويستضيف الجلسة الرسمية في مؤتمر ما قبل القمة: تعبئة الترليونات من أجل تحويل النظم الغذائية - التمويل من أجل تحقيق الأثر، والافادة من الدور المحوري للبنوك الإنمائية العامة".
وفي أعقاب مؤتمر القمة في شأن النظم الغذائية الذي سيعقد في أيلول (سبتمبر) القادم، فمن المتوقع أن: "تضع البلدان مساراتها الخاصة لتحويل النظم الغذائية، وسيدعم الصندوق الدول الأعضاء فيه لوضع استراتيجياتها وتنفيذها".