أكدت الإدارة الأميركية أن جولة الحوار الإستراتيجي مع العراق هي الأخيرة وسيكون الملف العسكري جزءاً منها، لكنه يبقى وإلى حدّ كبير الجزء الأهم.
وعقد في مبنى وزارة الدفاع الأميركية اجتماع بين المسؤولين العراقيين والأميركيين يوم أمس الخميس، وقال مسؤول كبير في البنتاغون تمهيداً لهذه المباحثات "أن الولايات المتحدة موجودة في العراق بدعوة من الحكومة العراقية ولمهمة واضحة هي مهمة القضاء على تنظيم داعش"، وأضاف أن "المباحثات العسكرية تركز على الشراكة بين البلدين في المهمة ضد داعش وعلى التحوّل في مهمة القوات الأميركية".
يريد الاميركيون التأكيد على أن "التحوّل في المهمة الأميركية" يعني انها ستركّز في المستقبل على تقديم الاستشارة والتدريب ومعلومات الاستخبارات للقوات العراقية وتدعمها في مهمتها عندما تحارب التنظيم الإرهابي.
هناك الكثير من الأسباب التي تدفع الاميركيين للتحدث عن استمرار مهمتهم في العراق، ويريدون التأكيد على ان المقارنة غير موجودة بين انسحابهم من افغانستان وبين استمرار مهتمهم في العراق، وهم يعرضون للنجاحات التي تمّ تحقيقها في السنوات الماضية لجهة القضاء على داعش ولجهة تسليح وتدريب القوات الحكومية العراقية ويعتبرون الآن ان القوات الاميركية لجهة العدد تتناسب مع ما يمكن اعتباره مهمة جديدة في العراق، بحسب "العربية".
لا يريد المسؤولون الأميركيون التحدّث صراحة أو بشكل غير مباشر عن وظيفة القوات الاميركية كـ "جدار" بوجه التمدّد الإيراني، لكنهم يتحدثون بصراحة أكثر عن الدور السيء والسلبي الذي تقوم به إيران وميليشياتها في العراق.
وقال مسؤول في البنتاغون "ان الولايات المتحدة تفكّر في ردع إيران وميليشياتها، وقد شهدنا استمراراً في الهجمات على قواتنا، ونرى نمطاً واضحاً من التدريب والتمويل والتسليح الايراني لهذه الميليشيات التي تهاجمنا" واشار الى ان "المهمة ليست لردع إيران" ولكن هناك ضرورة القيام بذلك لان الهجمات هي تهديد للاميركيين وللعراق والعراقيين وللمهمة التي يقوم بها الاميركيون.
كما أوضح المسؤول الكبير في وزارة الدفاع الأميركية إلى أن الإدارة تستعمل مبدأ "حماية الجنود" للدفاع عن نفسها عندما تتمّ مهاجمة الأميركيين، وهذا حقّ طبيعي وأن مسألة حماية القوات الأميركية والمقرات الدبلوماسية هو جزء من المباحثات الاميركية العراقية.
كما أجاب المسؤول في وزارة الدفاع الاميركية بالقول "نعم" عندما سألناه ان كانت المباحثات تدور حول اتمام المهمة وليس على الجدول الزمني للانسحاب.
هذه الجواب يحمل أهمية خاصة اولاً لأن اصواتاً مؤيّدة لإيران تطالب بخروج القوات الاميركية من العراق، ووضع جدول واضح لذلك، وثانياً لأن الاميركيين علّقوا أهمية كبيرة على ذلك في السابق، ودارت نقاشات حامية بين اعضاء جمهوريين في الكونغرس من جهة وادارة الرئيس باراك اوباما حول هذه القضية، ويعتبر الجمهوريون بشكل خاص ان الخروج الآن من أي مسرح عمليات وفقاً لجدول زمني هو خطأ فادح يدفع ثمنه الاميركيون خسارة في الأمن وفي النفوذ.
وفيما أكد المسؤول في وزارة الدفاع أن البيان الختامي سيذكر صراحة ان القوات موجودة في العراق بدعوة من الحكومة العراقية وللمساعدة في محاربة داعش، أشار الى ان حكومة مصطفى الكاظمي تشارف على انتهاء ولايتها وهذا سبب إضافي في الوصول إلى نتيجة نهائية في الحوار الإستراتيجي وأوضح المسؤول الكبير في وزارة الدفاع الاميركية انه لو طلبت الحكومة العراقية المقبلة انسحاب القوات الاميركية وانهاء مهمة التدريب والاستشارة فإن الاميركيين سيضعون آلية لمناقشة كيف سيحدث ذلك، وأضاف "الواقع هو أن قادة القوات العراقية يوصون بقوة بأنهم بحاجة الى دعم القوات المتحالفة".
وأشار إلى أن لدى الاميركيين قرابة 2500 جندي تقريباً في العراق وحلف الاطلسي يعمل على رفع عدد جنوده في مهمة موازية، ولم يشأ التحدّث عن امكانية رفع العدد في المستقبل عند الضرورة، لكنه اشار الى ان المهمة هي مهمة عسكرية وتحمل في طياتها امكانية التصرّف بحسب الضرورة، بحسب "العربية".