لبنان

‏ تفاهم الخفافيش... بين معراب وميرنا الشالوحي!

‏ تفاهم الخفافيش... بين معراب وميرنا الشالوحي!


لم يعد "فائض القوة" وحده يحتلّ الصدارة في قائمة الفوائض التي غزت ‏البلاد ‏طولاً وعرضاً على امتداد عقد ونيّف. مولود جديد تصدّر اللائحة ‏في الآونة ‏الأخيرة: فائض الشعبوية.‏


أمراء الحرب الذين دمّروا المرفأ بأطنان من القذائف والصواريخ من ‏دون الحاجة ‏الى نيترات الأمونيوم ومزّقوه إرباً، ونهبوا عنابره الواحد ‏تلوَ الآخر، وصولاً الى ‏الإستيلاء على بعض أجزائه (الحوض ‏الخامس)، يشنّون اليوم حملة شعبوية ‏مدجّجة بسموم طائفية بحجة الدفاع ‏عن أهالي الشهداء.‏


هؤلاء الذين دشّنوا الحرب الأهلية بـ "سبت أسود" خطف أنفاس مئات ‏اللبنانيين ‏‏"على الهوية"، على بعد أمتار من المرفأ، يتقدّمون اليوم ‏صفوف لفلفة جريمة 4 ‏آب، بذريعة الدفاع عن حقوق أهالي الشهداء، ‏متناسين المجرمين الحقيقيين الذين ‏أحضروا النيترات الى المكان والذين ‏خطّطوا ونفّذوا الجريمة.‏


الشعبويون الجدد الذين اقتبسوا هذه الآفة من خصومهم يتلطّون وراء ‏مواقع ‏إلكترونية، مثل "نحنا قدا" و “‏MHz 10,452‏” من أجل تصفية ‏حسابات مع الرئيس ‏سعد الحريري، الذي ذهب أبعد من مزايداتهم ‏الانتخابية نحو المطالبة بمحكمة دولية ‏للنظر في كارثة المرفأ.‏


‏"القوات اللبنانية" تتلطّى وراء موقع "نحنا قدا" لأنها لا تجرؤ "حيث ‏يجرؤ ‏الآخرون" على تذكير اللبنانيين، وخصوصاً المسيحيين، بماضيها ‏ودورها في ‏المرفأ. والتيار "الوطني الحرّ" يختبئ وراء موقع ‏‏“10,452” ليتجنّب تذكير ‏اللبنانيين بصراع نفوذ جنراله مع " القوات" ‏على المرفأ في 1988-1989 (حرب ‏المرافئ)، وبنتائج سياساته ‏المدمّرة التي قتلت وهجّرت مئات الآلاف من ‏المسيحيين، بما يفوق ‏بأضعاف عدد شهداء المرفأ.‏


يتلطّى ثعابين معراب وسنتر الشالوحي كالخفافيش وراء الموقعين ‏المذكورين ‏وأمثالهما، كلّ لأجندة خاصة به (وهما سينفيان بالطبع علاقتهما بالموقعين) لتجنّب ‏تذكير المسيحيين ‏بتفاهم معراب المشؤوم الذي بدأ منذ العام 1988 عندما توافق ‏الطرفان ‏على تعطيل انتخابات رئيس الجمهورية. أما طبعته الثانية التي ‏صدرت ‏في 2016 فأوصلت ميشال عون الى قصر بعبدا. على أن الهدف ‏من ‏الحملة الأخيرة الواضح كعين الشمس إنما هو الوصول الى طبعة ثالثة ‏من ‏‏"التفاهم" الميمون عنوانها تعطيل جديد لانتخابات الرئاسة.‏


هل تعتقد خفافيش معراب وسنتر الشالوحي أن القضاء اللبناني سيكشف الحقيقة ‏ويسمي ‏الفاعل الحقيقي.‏


الرئيس الحريري قال بالفم الملآن نحن مع رفع الحصانات والمهم الا ‏يتخذوا من ‏رفع الحصانات باباً لتحصين المجرم الحقيقي، هناك من يريد ‏الاكتفاء بفشة خلق ‏تنال من بعض الوزراء وتهريب المجرم الذي احضر ‏المواد المتفجرة وهرّبها ‏وتاجر بها.‏


يتحرّكون على خطى جبران باسيل. نفس اللغة ونفس الخطاب السياسي ‏ونفس ‏المسار في التحريض الطائفي. ‏


‏"المستقبل" وبكركي علاقة تاريخية محكومة بثوابت وطنية لن يتمكن ‏الثعابين من ‏تشويهها وتعطليها. ‏


اولياء الدم في قضية الرئيس الشهيد رفيق الحريري ذهبوا الى المحكمة ‏الدولية ‏ودفعوا ثمنها دماً، ولن يتركوا اولياء الدم في قضية المرفأ نهباً ‏للمزايدات الطائفية. ‏


قضية المرفأ قضية وطنية، وليست قضية مسيحية، ومحاولات الثعابين ‏لإغراقها في ‏المزايدات الطائفية لن تمر، وسيكون لـ "المستقبل" التوجه ‏الذي يدفع هذه القضية ‏نحو المحكمة الدولية.‏


المصدر: مستقبل ويب

"زوايا ميديا"

قسم التحرير

تابع كاتب المقال: