info@zawayamedia.com
لبنان

في المئوية الأولى للبنان الكبير... مرشدٌ أعلى وطغمة حاكمة!

في المئوية الأولى للبنان الكبير... مرشدٌ أعلى وطغمة حاكمة!


في المئوية الأولى للبنان الكبير:


صار لنا رئيسٌ في مثل سنّه تقريباً، يضخ دم الشباب والحيوية والأمل بالمستقبل الزاهر...


وصار لنا رجالات سياسة خلّدوا أسماءهم في سجلات الفساد والسرقة والسمسرات...


وصار للبنان الكبير 18 لبناناً صغيراً كلٌّ منها ينادي أنا الوطن...


وصارت لنا قوى أمنية أثبت عناصرها جدارتهم في تصيّد الثائرين على طغمةٍ حاكمة نهبت البلاد وأفقرت العباد - وهم منهم - وسجلوا بطولاتٍ في قنص عيون المنتفضين، وغض النظر عن البلطجية والمخربين...


وصار لنا جيشٌ نفاخر بقدرات أفراده الذين تكبّلهم توجيهات ضبّاطٍ يأمرونهم بالشدّة المفرطة هنا، وبالحياد وغض الطرف هناك، ولعب دور "شيخ الصلح" بين مسلّحين أو الانسحاب هنالك...


أما كفّتا ميزان العدل فتتأرجحان صعوداً وهبوطاً على مقياس المرجعيات التي تعيّن القضاة وتتحكم بأحكامهم وتعدّل عدلهم...


وباتت لنا ليرتنا وحاكمها الذي يصرّ على أنها بخير وقد ماتت 10 آلاف ميتة وأماتت معها مدّخراتنا وأماننا وآمالنا، وصار قرشنا أسود كأيامنا الحالكة...


وصار لنا معلمٌ أثري جديد، هو إهراءات القمح في مرفأ بيروت الشاهدة هذه المرة على همجية وإجرام سلطةٍ يتلّهى مسؤولوها المفترضون في تقاسم المغانم والمناكفات السياسية وتسجيل بطولاتٍ وهمية...


وصارت عندنا سلطةٌ رابعة "تابعة" في غالبيتها..


وماذا بعد؟


بات للجمهورية مرشدٌ أعلى يقرّر ما فيه الخير للبنان واللبنانيين، فيختار لهم رؤساء الجمهورية والحكومة الصالحين الملتزمين بحركة إصبعه (رئاسة المجلس النيابي مطوّبة إلى الأبد).. مرشدٌ أعلى يوزّع علينا شهاداتٍ في الشرف والصدق والخيانة والمقاومة والتبعية، ويصنّفنا عملاء ومتخاذلين وأبطالاً وخانعين، ويقرّر متى تكون حربٌ ودمار وأيامٌ مجيدة، ويصرّ على أنّ ديمومة لبنان هي في سلخه عن محيطه العربي والعالمي وعزله عن تاريخه، وأنّ مستقبله يكمن في تخلّفه، ونهضته تكون بانجراره إلى صراعات المنطقة وتكريس النزاعات المذهبية فيه...


صاروا 100 سنة يا وطني، لك منا فيها 100 شمعة من نوع تلك التي نشعلها نذوراً للقديسين كي تحلّ عجيبة إنقاذنا من براثن هذه الطغمة الحاكمة، أو نشعلها في ظلمات ليالينا بانتظار الوعد الصادق بكهرباء 24/24...


هابي بيرثداي يا لبنان...


بسام سامي ضو

بسام سامي ضو

كاتب وصحافي لبناني مقيم في دبي