أدى حريق مهول يوم الأربعاء الماضي في حقول واحات درعة، بالجماعة (البلدية) الترابية "أفرا" دائرة أكدز بإقليم زاكورة جنوب المملكة المغربية إلى احتراق أكثر من 5 آلاف شجرة نخيل، وتهديد للسكان، مع توسع رقعة النيران، التي لم تعرف أسباب اندلاعها.
وأشار مصدر لـ "سكاي نيوز عربية" إلى أنه "في ظرف وجيز تسببت النيران في دمار 45 هكتار من المنطقة المغروسة، لتتحول أشجار النخيل والأشجار إلى رماد ما أسفر عن خسائر مادية كبيرة للفلاحين"، مضيفا "استمرت عملية إخماد النيران وقتا طويلا وتطلبت من رجال الإطفاء استعمال خراطيم من الحجم الكبير، وقد تمكنت من تطويق الحريق خوفا من امتداده إلى المحلات السكنية وتفادي خسائر في الأرواح".
ومن جهته، يقول جمال أقشباب رئيس جمعية أصدقاء البيئة بإقليم زاكورة لـ "سكاي نيوز عربية"، إن نزيف الحرائق مازال مستمرا بالإقليم، وأن الحريق المهول الذي شب اليوم تسبب في هلاك عدد كبير من أشجار النخيل، وهو امتداد لعدد من الحرائق المهولة آخرها حريق حدث السنة الماضية في المنطقة نفسها ودمر أزيد من 6 آلاف شجرة نخيل.
ويضيف أقشباب أن هناك عدة عوامل ساهمت في اندلاع سلسلة من الحرائق في واحة درعة في الشهور الأخيرة، بسبب الجفاف والإهمال مما تسبب في انتشار الحطب وجريد النخل اليابس وعدم تنقية الأعشاش مما يساهم في انتشار الحرائق.
ويصف أقشباب الحريق بفضيحة وجريمة في حق واحات درعة كتراث حضاري وإنساني، إذ ستكون لها انعكاسات كبيرة اقتصادية واجتماعية وبيئية تنضاف إلى مأساة الجفاف وهلاك أشجار النخيل.
وأفاد المصدر أن عناصر الوقاية المدنية اعترضتها وصعوبات في إطفاء الحريق بسبب غياب مسالك للدخول إلى مختلف الحقول، مشيرا إلى أن ألسنة النيران الملتهبة زرعت الرعب في نفوس السكان الصحراويين، خوفا من أن تطال النيران منازلهم وتقتل أطفالهم، وأنه تم إخماد الحريق بمشاركة سكان الواحات في عملية إخماد الحريق، إذ تجند الشباب حاملين آواني منزلية وقاروات مملوءة بالماء، من أجل السيطرة على الحريق.
وأشار إلى أن تصاعد ألسنة النيران والدخان جعلا السلطات المحلية تستنجد بعناصر الوقاية المدينة من مدينتي زاكورة وورزات، كما عاين عملية الإطفاء كل من عناصر الدرك الملكي والسلطات المحلية، وانتقل إلى المكان عامل (محافظ) إقليم (محافظة) زاكورة للوقوف على حجم الأضرار التي خلفها الحريق.
وذكر المصدر أن عناصر الدرك الملكي فتحت تحقيقا في الموضوع للوقوف على ملابسات الحريق.