مع اعتذار الرئيس المكلف سعد الحريري اليوم سقط القناع، وبانت الوجوه الكالحة، ومعها عصبيات مريضة متلفتة من عقالها، وطارت حقوق المسيحيين ومعها حقوق اللبنانيين، أي طار لبنان لمجرد أن البلد محكوم من ولد، وثمة أولاد في السياسة، وثمة أيضا غلو في التعصب الأعمى، وما كان التعصب يوما مبصرا، فدروس التاريخ حاضرة، لكن ثمة من لا يقرأ، وإن قرأ لا يفهم، وإن فهم لا ينفذ، وهذه مقولة لأحد قادة الكيان الصهيوني في وصفه العرب، وما أقرب الأمس من اليوم!
لا حكومة دون سعد الحريري، اعتذر أم لم يعتذر، لا حكومة لفريق رئيس الجمهورية وحلفائه حتى ولو أبصرت النور فستحاصر في الشارع وتسقط كما سابقاتها، لا جبران باسيل ولا الدائرة المحيطة بالقصر الرئاسي في مقدورها القفز فوق الثوابت الوطنية وفق ما حدده الطائف، ولا حزب الله سيكون قادرا على تغطية باسيل في مغامراته غير المحسوبة.
العهد انتهى بقرار ذاتي، الدولة استبيحت بقرار إقليمي وأدوات داخلية، لبنان إلى الخراب أكثر، والتيار الوطني الحر صار عبئا على لبنان واللبنانيين، لا أمل يرتجى معه وبه، وسيبقى التعطيل حتى أفول التيار وهذا الأفول بات قريبا.