شُيعت اليوم الملاك الطفلة جوري السيد، إلى مثواها الأخير في جبانة بلدة عانوت، وبعد تعرضها لحالة تسمم بسبب الإلتهاب الذي عانت منه، بعد عدم توفر الدواء، هو اختصار لحال مواطنين، منهم من رحل ومنهم من ينتظر، في بلد يفتقد إلى أدنى مقومات الحياة الكريمة.
ووفقا لبيان المستشفى المركزي في بلدة مزبود المجاورة، الذي أحضرت إليه الطفلة بعد "تعرضها لحالة حرجة مع نقص حاد بأوكسيجين الدم وبقع زرقاء على الجسم septic shock، وأعطيت العلاج الكامل المناسب مع كل ما يلزم من أدوية، مع توفر قسم للعناية خاص بالأطفال. ولاحقا اتخذ قرار خارج على إرادة الطاقم الطبي وموافقته بنقل الطفلة لمستشفى آخر، مع التحذير بخطورة الحال من دون وجود وسيلة نقل مجهزة، وقد أخرجت المريضة من قسم الطوارىء بسيارة خاصة بعد التوقيع على ورقة عدم مسؤولية المستشفى، لتعود بعد دقائق بحال توقف قلبي وهبوط رئوي، وأخضعت لعملية الإنعاش من دون نتيجة إيجابية".
هذه عينة من مآسي هذا الوطن الذي ينحره سياسيوه يوميا بتسويفهم وإهمالهم، حيث لم يجد والداها دواء لمعالجة الالتهابات التي اجتاحت جسدها البرئ، ولا مخفض لحراراتها، لتودع الحياة على سرير مستشفى فأقفلت الأبواب في وجه والديها الذين لن يتوقفوا عن البكاء على فقيدتهم المظلومة، وعلى وطن يموت فيه المواطنين والأطفال جوعا ومرضا أو... في انفجار ما.