بدا رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب أمس وكأنه يريد تبرئة المنظومة السياسية من كل ارتكاباتها، وإبعادها عن شبهة الفساد رغم تورطها في تدمير لبنان وانهياره، وتحويله دولة فاشلة مآلها السقوط أكثر في وحل الصراعات غير المحكومة بسقف، بحيث يبقى لبنان مصادَرا من قبل المنظومة عينها إلى أن ينهار بناء الدولة بعد أن تصدع وترنح.
وفي هذا السياق، كتبت صحيفة "اللواء" اللبنانية في عددها الصادر اليوم، الآتي: خارج العرض التشخيصي للواقع المأساوي في البنزين والكهرباء والدواء، فإن أبرز ما جاء في خطاب "الاستغاثة" الذي أسمعه رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، ليس إدانة عجزه، وعجز الطبقة السياسية بكاملها، وحسب، إنما يتركز على:
1-انتقاد ترك العالم لبنان لقدره الكارثي، والسير المحتم إلى الانهيار او "الكارثة الكبرى" التي لن تسلم لا الجغرافيا البعيدة ولا القريبة من آثامها، ووصف مثل هذا الأمر بالعقاب الجمعي "فالعالم لا يستطيع ان يعاقب اللبنانيين أو أن يدير ظهره لأن الاستمرار في هذه السياسة سيؤدي حتماً إلى انعكاسات خطيرة فتخرج الأمور عن السيطرة، ويسود التشدد في العصبيات".
2-انتقاد ربط المساعدات بتشكيل الحكومة، فهو "يشكل خطراً على حياة اللبنانيين، وعلى الكيان اللبناني".
3-السبب هو ان "الضغوط التي تمارس والحصار المطبق على لبنان لا يؤثر على الفاسدين، بل يدفع الشعب اللبناني وحده ثمناً باهظاً يهدد حياته ومستقبله".
4-مضي دياب إلى توقع، "إذا استمر الحصار ومعاقبة اللبنانيين بتغيير في التوجهات التاريخية للبنان".
5-وتحت عنوان “أنقذوا لبنان قبل فوات الأوان”، ناشد الملوك والأمراء والرؤساء في الدول الشقيقة والصديقة، والأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى "المساعدة في إنقاذ اللبنانيين من الموت ومنع زوال لبنان".
6-وحملت كل هذه المطالعات والاستنتاجات، مؤشرات على تبرئة "الطبقة الفاسدة" من المسؤولية، والتهرب من تهمة التقاعس عن مواجهة المخاطر المحدقة، لأن الحكومة التي يرأسها نجحت في "تأجيل الانفجار وليس منعه".
وذهب دياب إلى ابعد من ذلك إلى تبرير العجز عن التفاوض مع صندوق النقد الدولي بذريعة أن ذلك "يرتب التزامات على الحكومة المقبلة قد لا تتبناها"، لذا، لا بد من تشكيل حكومة "كنقطة انطلاق نحو طريق الإنقاذ".