سجل المهندسون موقفا ثوريا أمس، حيث تجسد مشروع التغيير من الباب النقابي الذي عبرت عنه إرادة مهندسو وشعب لبنان، فضلا عن مشاريع وبرامج مبتكرة وخلاقة، تلبي تطلعات المراحل المقبلة من مخاض الوطن، وذلك بعد تصويتهم للائحة "النقابة تنتفض" وبفارق كبير، بوجه لائحة جمعت أحزاب السلطة متفقة في تناقض صارخ عما يحصل خارج هذه النقابة، وبالتحديد في الملف الحكومي، وتأليف الحكومة العتيدة، ما يثبت أن هذا النظام المهترئ بدأ ينهار ويجّر ذيول الخيبة والفشل يوما بعد يوم، بعد هذا الفشل وقبله في نقابة المحامين والإثنتين من أكبر النقابات في لبنان، في فوز كاسح للائحة "النقابة تنتفض".
الفوارق هائلة في انتخابات نقابة المهندسين، في بعض الفروع، وصلت النسبة 70 بالمئة للمهندسين المعارضين، و30 بالمئة لجميع أحزاب السلطة، هي صدمة مرعبة للزعماء والأحزاب المختلفة، لا سيما مع مشاركة ما يزيد عن 8 آلاف (8008) مهندس في لوائح لاختيار 283 مندوبا للهيئة العامة وتهيئة مرشحين لعضوية مجلس النقابة، في هذه العملية الديموقراطية.
وكان الفوز كاسحا بأغلبية كبيرة لصالح لائحة "النقابة تنتفض"، وقد تخطّى الفرق ضعف عدد الأصوات (221 إلى مجلس المندوبين من أصل 232 لصالح "النقابة تنتفض"، و15 من 20 إلى مجالس الفروع، ووفقا لبيان "النقابة تنتفض فإن "هذا الفوز عبّر عن إرادة المهندسين/ات وكلّ الناس لملاقاة مشروع التغيير في النقابة وخارجها في ظلّ وجود بدائل جدّيّة بخيارات وبرامج تقدّميّة وآليّات ديموقراطية ومعايير واضحة".
وقد استطاعت اللائحة المذكورة انتزاع الفوز في مختلف الفروع، في حين فاز "تيار المستقبل" بالفروع الرابع والخامس والسادس، وهي المرحلة الأولى من المعركة الإنتخابية، حيث ستبدأ المرحلة الثانية التي حددها مجلس النقابةفي 18 تموز (يوليو) المقبل، لانتخاب نقيب وعشرة أعضاء جدد، بعد أن تأجلت الانتخابات أكثر من مرة بسبب جائحة كوفيد-19.