أعلنت شركة "إينوفافيد" Innovavid الفرنسية الناشئة يوم أمس الأربعاء عزمها بناء مصنع في أستراليا قريبا بهدف تربية بعوض على نطاق صناعي لمكافحة أمراض عادة ما تنقلها هذه الحشرات إلى البشر، ولا سيما منها حمّى الضنك.

ويأتي هذا العمل في سياق شراكة مع برنامج "وورلد موسكيتو بروغرام" World Mosquito Program الأسترالي غير الربحي، ستساهم الشركة الفرنسية الناشئة المتخصصة في انتاج بروتين حشرات كغذاء لحيوانات المزارع، في خبرتها في مجال تطبيقي جديد.

وأكد الطرفان في بيان مشترك أن المصنع الذي لم يُحدد مكانه بعد "سيكون اول موقع لتربية بعوض على نطاق صناعي".

وكان "وورلد موسيكتو بروغرام" قد طور قبل حوالي عشر سنوات آلية تسمح بحقن أنثى البعوض ببكتيريا موجودة في الطبيعة "لدى 60 بالمئة من الحشرات عبر العالم" و"بالقضاء على نقل هذه الفيروسات (الضنك خصوصاً) إلى البشر" على ما أوضح برونو كول الناطق باسم البرنامج الأسترالي، وفق ما أشارت قناة الحرة عبر موقعها الإلكتروني.

وأطلق برنامج البحث التشاركي هذا الذي تموله خصوصاً مؤسسة بيل وميليندا غيتس، على دفعات عدة بعوضاً يحمل هذه البكتيريا في أستراليا أولاً من ثم في البرازيل وكاليدونيا الجديدة وإندونيسيا.

وأجرى البرنامج في هذه الدول دراسة أثر على نحو 300 ألف شخص. وأوضح كول "بعد ثلاث سنوات أثبتنا علميا أاننا خفضنا من انتشار الضنك في المناطق التي أدخلنا إليها هذه البكتيريا".

لكن مع تكاثر البعوض وانتشار أسرع للأمراض التي تنقلها هذه الحشرات إلى البشر ومنها الضنك وزيكا والحمّى الصفراء وشيكونغونيا، يريد البرنامج تسريع عمله. وقالت أود غو التي ساهمت في تأسيس "إينوفافيد"، "نريد أن نساعد مدنا أكبر يسكنها ملايين الأشخاص".

وتصيب حمّى الضنك بارتفاع شديد بالحرارة وأوجاع في المفاصل والوهن. ويمكن أن تسبب الوفاة بنسبة ضئيلة جداً في حال اتخذت شكلا نزفياً أو طالت أعضاء حيوية في الجسم. وتوفي نحو 600 شخص جراء هذا المرض في البرازيل العام 2019.