عندما يرفع المسؤولون اللبنانيون سقف مطالبهم "المنفوخة" إنما يلجأون إلى التعطيل سبيلا لتحقيق مكاسب خاصة ولو خسر لبنان كرامته بين أمم الأرض، وهم في هذه الحالة يعلمون أنهم استحضروا "الدب الإيراني" إلى "كرم لبنان"، بحيث يصبح تأليف الحكومة مسألة إقليمية ودولية قبل أن تكون مسألة داخلية بين اللبنانيين أنفسهم.
لم يشهد لبنان هذا النموذج في تشكيل الحكومات إلا بعد تحالف حزب الله والتيار الوطني الحر، خصوصا على هذا النحو الفاقع الذي شكل سابقة خطيرة مهدت للإنهيار الكبير، اقتصاديا وسياسيا وأمنيا وماليا، لا بل تحول لبنان منصة لتهريب الكبتاغون والمخدرات إلى دول العالم.
حيال ذلك لا نستغرب أن يظل الملف الحكومي مصادرا من قبل رئيس "التيار" جبران باسيل وخلفه بعض الحلفاء، حتى باتت مشكلة التأليف أبعد من داخلية، لا بل جرى ربطها بالقصد والعمد، وبشكل مباشر بما يجري في الخارج، إن على مستوى الملف النووي، أو المحادثات غير المعلنة بين الرياض وطهران، لتحسين شروط الأخيرة في التفاوض، وهنا أدى باسيل المهمة على أكمل وجه، وكان حاضرا وغب الطلب، خصوصا وأنه محكوم بهوس رئاسي "منفوخ" أيضا.
المهم "الكرامة" ولو جاع اللبنانيون!