"التعطيل" شعار المرحلة المساعي للاتفاق على مسار التأليف الحكومي، بدءا من مواعيد الإستشارات النيابية الملزمة إلى تسمية الرئيس المكلف بمرسوم وصولا إلى تحديد مواعيد الاستشارات النيابية مع الكتل ورؤساء الكتل! أما من يقف وراء "التعطيل" إياه هم العاطلون، أو من بهم عطالة وطنية وسياسية وحتى أخلاقية.
لبنان محكوم بالعطالة والعاطلين، ونظامه "مكربج" كمحرك وجب رميه في بورة مخصصة لكل أنواع الخردة الوطنية، ولا نتستغرب فاغرين الأفواه عندما نعلم ألا جديد في الملف الحكومي، وان رئاسة الجمهورية تترك التشاور يأخذ مداه منعا لأي كلام، وكأن لبنان خارج الاستثناء سياسيا وأمنيا وسط محاذير ومخاوف من انهيار البلد في أتون الفتن وما أكثرها.
والأنكى أن الكل مطمئن لواقع الحال، ويؤثر انتظار ريثما تتبلور الصفقة الحكومية، ودائما بالتحاصص والفساد، ودائما أيضا بالقسط والعدل، وليس أدلّ على اهتراء بنية النظام السياسي أن أحدا من المسؤولين الكبار لم يتحمل مسؤولية الكوارث الوطنية، وآخرها نكبة المرفأ، حتى كدنا ننسى أن ثمة هيئة لمحاسبة الرؤساء والوزراء، وإن كنا نعلم أن تشكيلها جاء لحماية هؤلاء لا لمحاكمتهم.
والكل كذلك يتحدث عن اختراق ملموس في جدار الازمة بعد ما يقارب الأسبوعين من استقالة حكومة حسان دياب فأي "عصْفورية" هو لبنان؟ تعطيل وعطالة ومعطلون وعاطلون إلى أجل غير مسمى!