تم خلال العام الماضي، بناء حديقة شمسية عائمة على بحيرة مساحتها 18 هكتاراً بالقرب من مدينة زويله Zwolle في هولندا، هذه الحديقة تنتج 6  بالمئة من احتياجات الطاقة في هذه المدينة، وتزود 7200 منزلا بالطاقة، وقد تم بناءها في سبعة أسابيع فقط، وتعتبر هذه الحديقة الأكبر خارج الصين وفي أوروبا، وتتمتع بتقنية عالية وتصميم فريد.

والمزرعة الشمسية العائمة Zonnepark Bomhofsplas، مكونة من 72 ألف لوحة (عاكس) شمسي و13 محولاً و338 لوحة شمسية (عاكسة). 

وليست أنظمة الطاقة الشمسية في أحواض مائية بشيء جديد، إنما ثمة توقعات كبيرة لأكبر حديقة شمسية عائمة، لجهة عمر الخدمة الطويل، والمرونة ضد عوامل الطقس، وتوازن بيئي جيد.

تقنية عالية في الطبيعة

تلعب الشمس دوراً أساسياً في توليد طاقة نظيفة وهي مصدر لا نهائي للطاقة، وليس ذلك فحسب، بل هي  تقلل من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون حول العالم، وعادة ما تثبت النظمة الكهروضوئية على الأرض أو على سطوح المباني، إلا ان الطاقة الكهروضوئية العائمة تقدم نهجاً بديلاً للمناطق والبلدان ذات الاستخدام المكثف للأراضي أو توافر الأراضي الصالحة القليل، لذا اتجهت هولندا إلى هذا البديل في توليد هذا النوع من توليد الكهرباء.

الطاقة الشمسية العائمة

ويوضح مدير مشروع الطاقة الشمسية العائم في شركة  "BayWa r.e"الألمانية وليم بيشيفيل الفكرة: "تعمل الطاقة الشمسية العائمة، مثل أي حديقة شمسية مثبتة على الأرض أو الألواح الشمسية على سطوح المباني، لكن في هذه الحالة، هناك ألواح شمسية مُركبة على قارب صغير، بأربع عوامات. هذا هو أساس القارب. ومن ثم حول العوامات يوجد هيكل فولاذي مثل السقف".

ووفقا لـ "يورو نيوز"، تعمل شركة "BayWa r.e"، الألمانية في جميع أنحاء العالم، وهي من الشركات التي تزود أوروبا للطاقة الشمسية، وهي تبحث عن حلول للطاقة المتجددة بحيث تتمكن من الإستفادة من الموارد غير المستغلة، كما هو الحال في هولندا.

ويقول المدير العالمي لمشاريع الطاقة الشمسية في الشركة بنديكت أورتمان: "الميزة الكبرى هي أنه في البلدان التي بها كثافة سكانية ولكن القليل من الأراضي المتاحة، يمكننا استخدام المساحة التي لا يوجد لها استخدام مناسب .برهنت منشآتنا في بولندا، في أوروبا الشرقية، أنه لأول مرة يمكننا توليد الطاقة الشمسية بنفس تكلفة الغاز أو الفحم أو النفط أو حتى أقل منها"، مضيفا أنه "جانب مهم لأن تكاليف الاستثمار لأنظمة الطاقة المتجددة لا تزال مرتفعة، وذلك من خلال دمج المكونات المتطورة، تصبح الحديقة الشمسية عالية الكفاءة وطويلة الأمد، مما يؤدي على المدى الطويل إلى خفض التكاليف على المستهلك والمورد".

وتابع أورتمان: "جمال الطاقات المتجددة هو أن الشمس والرياح مجاناً. هذا يعني أنه كلما طالت مدة تشغيل حديقة الطاقة الشمسية أو الرياح، كلما انخفضت تكلفة الكهرباء. وهذا يعني أيضاً أننا بحاجة إلى مكونات طويلة الأمد".

الدور المركزي للمحولات

وأضاف أورتمان أن "أحد المكونات الرئيسية لأي مزرعة شمسية هو محولاتها، حالياً، نستخدم محولات ذات سعة أعلى، فكل صف من القوارب ينتهي بعاكسة، لذلك نحتاج إلى عدد أقل من العواكس على النظام لتوفير المساحة والتكاليف أيضاً، ونرى الأسلاك قادمة من الوحدات تحت الممشى، تقوم العواكس كالتي تنتجها هواوي بتحويل التيار مباشرة من الألواح الشمسية إلى تيار متردد يمكن أن يتدفق إلى الشبكة الكهربائية، ويزود منازلنا بالطاقة".

ويوضح بوشيفيل "تتمتع هذه الحديقة الشمسية العائمة الضخمة بعمر لا يقل عن 30 عاماً، كما وأن معظم المواد المستخدمة قابلة لإعادة التدوير، هذا النوع من الابتكار هو مفتاح القوة في المستقبل. إنها الخطوة الأولى في هذه العملية، لكن من الواضح أن الخطوة المقبلة هي بحيرات أكبر وحتى في البحر أيضاً".

بتصرف عن euronews، cleantechnica