علوم

لماذا تضعف وتتراجع مناعة رواد الفضاء؟

لماذا تضعف وتتراجع مناعة رواد الفضاء؟

تزعج الجاذبية الصغرى في الفضاء فيزيولوجيا الإنسان وتضر بصحة رواد الفضاء، وهي حقيقة تم إدراكها لأول مرة خلال بعثات(أبولو) المبكرة (1961–1972)، عندما عانى رواد الفضاء من اضطرابات في الأذن الداخلية، وعدم انتظام ضربات القلب، وانخفاض ضغط الدم، والجفاف، وفقدان الكالسيوم من عظامهم بعد عودتهم.


ومن أكثر الملاحظات المدهشة من بعثات (أبولو) أن أكثر من نصف رواد الفضاء أُصيبوا بنزلات البرد أو غيرها من الإصابات في غضون أسبوع من عودتهم إلى الأرض، حتى إن بعضهم عانى من فيروسات كانت خاملة أُعيد تنشيطها، مثل فيروس جدري الماء، بحسب الشرق الأوسط اللندنية.
وحفزت هذه النتائج الدراسات بشأن تأثيرات الجاذبية الضعيفة، أو الجاذبية الصغرى، على جهاز المناعة، وفي الدراسة الأخيرة التي قادتها إحدى رائدات الفضاء الأوائل ميلي هيوز فولفورد، أظهر باحثون في جامعتي كاليفورنيا وستانفورد بأميركا، أن ضَعْف الجهاز المناعي لرائد الفضاء في أثناء السفر إلى الفضاء يرجع جزئياً إلى الحالة غير الطبيعية، وهي تنشيط الخلايا المناعية المسماة الخلايا المنظمة (تريغس Tregs)، من دون داعٍ.
وعادةً ما يتم تحفيز خلايا (تريغس) لتقليل الاستجابات المناعية عندما لا تكون العدوى تشكل تهديداً، وتكون بمثابة منظمات مهمة للاستجابات المناعية في الأمراض التي تتراوح من السرطان إلى (كوفيد - 19)، لكن في ظروف الجاذبية الصغرى، وجد الباحثون تغييرات في (تريغس) حيث كانت تعمل حتى قبل أن يتعرض الجهاز المناعي لتحدٍّ، وعندما حفزوا استجابة مناعية في الخلايا المناعية البشرية من عينات الدم في الجاذبية الصغرى، باستخدام مادة كيميائية غالباً ما تستخدم في الأبحاث لتقليد مسببات المرض، وجدوا أن (تريغس) ساعدت في قمع الاستجابة المناعية التي تم إطلاقها، وتم نشر هذا الاكتشاف غير المتوقع على الإنترنت أول من أمس، في دورية "ساينتيفك ريبورتيز".
ويقول بريس جوديليير، الأستاذ في كلية الطب بجامعة ستانفورد الأميركية والباحث الرئيسي بالدراسة، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة: "إنها (ضربة مزدوجة) تنفّذها خلايا (تريجس) في ظروف الجاذبية الصغرى، فهي تعمل حتى قبل أن يتعرض الجهاز المناعي لتحدٍّ، وعندما يواجه تحدياً تقع الاستجابات المناعية".

"زوايا ميديا"

قسم التحرير

تابع كاتب المقال: