نبّه خبراء في علوم البحار من أن النفايات البشرية والتلوث الصناعي باتا يخنقان المسطحات المائية في تركيا، فضلا عن ارتفاع درجات حرارة المياه بسبب تغير المناخ الذي يزيد المشكلة تعقيداً.
فقد انتشرت كتلة ضخمة من الصمغ (المخاط) البحري sea snot، وهي مادة سميكة لزجة تتكون من مركبات تطلقها الكائنات البحرية من نوع Phytoplankton ، وقد وجدت في بحر مرمرة بتركيا وكذلك في البحر الأسود وبحر إيجة المجاورين.
وقد أظهرت مقاطع مصورة من تحت الماء شعابا مرجانية مغطاة بهذه المادة من مخاط البحر.
مستويات غير مسبوقة من الصمغ البحري
تقع إسطنبول، أكبر مدينة في تركيا والتي يقطنها زهاء 16 مليون نسمة وتستضيف عدة مصانع ومراكز صناعية، على حدود البحر.
وقد بدأت هذه الظاهرة في العام 2007، إلا أن الصمغ البحري وصل إلى مستويات غير مسبوقة هذا العام في تركيا، يُعتقد أن تفشي الظاهرة في تركيا مؤخرًا على طول مناطق واسعة من بحر مرمرة، الذي يربط البحر الأسود ببحر إيجه ، هو الأكبر في التاريخ، لدرجة أنه أصبح مرئيا فوق سطح المياه على شكل طبقة رمادية لزجة على طول شواطئ إسطنبول ومحافظات مجاورة وبدأ يتسبب بالأضرار للمجتمعات المحلية.
يشار إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كان اعتبر أن النفايات غير المعالجة التي يتم إلقاؤها في بحر مرمرة وتغير المناخ تسببا في انتشار المخاط، متعهداً بإنقاذ الموقف.
وقال أردوغان: "خوفي هو ، إذا امتد هذا إلى البحر الأسود ... ستكون المشكلة هائلة"، مضيفا: "نحن بحاجة لاتخاذ هذه الخطوة دون تأخير"، وقد أرسلت حكومته بالفعل فريقًا قوامه 300 فرد لتفقد المصادر المحتملة للتلوث.
ويتعين على القوارب التي تسافر عبر بحر مرمرة أن تتنقل في المادة الصمغية الرمادية، التي تتسبب بتوقف بعض الصيادين عن العمل لأنها تسد محركاتهم وتملأ شباكهم، كما أفاد غواصون أن أعدادًا كبيرة من الأسماك وأنواع أخرى تموت من الاختناق.
وقد حذر البروفيسور بيرم أوزتورك من البحوث البحرية التركية، أن "مثل هذه المشاكل ستستمر ما لم يكن هناك استثمار جديد لمعالجة وتنقية المياه العادمة التي يتم ضخها من اسطنبول"، وقال البروفيسور أوزتورك لـ BBC: "بسبب فرط نمو الصمغ ، فإن العديد من الأنواع مهددة [بما في ذلك] المحار وبلح البحر ونجوم البحر" مضيفا: "إنها كارثة حقيقية".
بتصرف عن BBC
الصور: BBC ووكالات