من يمارسون التعطيل غير آبهين بمواجع الناس لن يطول بهم الأمر في مواقعهم، هذه ليست نبوءة، لكنها سيرورة الحياة ومسار التاريخ في سياقية التطور وتنامي الوعي الجمعي، فالحياة تأنف الجمود، وما كان مستحيلا قبل ثورة 17 تشرين صار اليوم واقعا ملموسا، فقد سقطت هالة جميع المسؤولين دون استثناء، زمنيين وروحيين، وما عاد ثمة ما هو مقدس إلا هموم الناس وأحلامهم وآمالهم... ولو تأخرت.
سلطة فاقدة للأخلاق، يعني حكما أنها فاقدة لشرعية وجودها، سرقت أموال المودعين ونهبت مقدرات الدولة، لا كهرباء ولا محروقات، وطوابير الذل عادت في ظل حكم وحكومة صارا جزءا من الماضي، ولو امتد بهما الزمن سنة أو أكثر، أو ربما سنوات، لكن المآل واحد، سيهدم الناس أبراج المسؤولين، فالثورة قدر وخيار!
الظلام الحالك يلف العاصمة اللبنانية بيروت وكافة المناطق اللبنانية دون استثناء، وليس من غريب الصدف أن يقدم محتجون على قطع الطرق عند تقاطعات رئيسية في بيروت ومداخلها احتجاجاً على تردي الأوضاع الاقتصادية غير المسبوقة التي يعيشها لبنان، فيما شهدت مختلف المناطق اللبنانية تحرّكات شعبية احتجاجا على تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية وتدهور قيمة العملة الوطنية.
لا أحد يعلم متى تكون "الهبّة" الكبرى، لكن لن تتأخر، ولن تفلح الأحزاب في إسكات ناسها بتنكة زيت وكيس طحين وعلبة سردين، كرامة المواطن وحدها تنتصر... وستتنصر، وإن غدا لناظره قريب!