info@zawayamedia.com
بيئة

إستعادة النظام الإيكولوجي: عنوان يوم البيئة العالمي لهذا العام!

إستعادة النظام الإيكولوجي: عنوان يوم البيئة العالمي لهذا العام!

 يحتفل العالم اليوم في 5 حزيران (يونيو) باليوم العالمي للبيئة تحت عنوان رئيس هو "استعادة النظام الإيكولوجي"، وتسعى الأمم المتحدة وخلال العام، وخصوصا في هذا اليوم للتوعية بأهمية حماية البيئة والسعي للإضاءة على التهديدات البيئية الثلاث الأهم المتمثلة في فقدان التنوع البيولوجي واضطراب المناخ وتصاعد التلوث، وتتضمن فعاليات مختلفة، واتجاهات ونقاشات عدة حول قضايا محورية، تشمل خدمات النظم البيئية الأساسية للحياة على الكوكب، كتوفير الغذاء وتنقية المياه واحتجاز ثاني أكسيد الكربون وخزنه، وغيرها من التحديات والأهداف البيئية الآنية. لتشجيع الوعي وحماية البيئة. وبحسب الأمم المتحدة، فإن "الاحتفال بهذا اليوم يتيح لنا فرصة لتوسيع قاعدة الرأي المستنير والسلوك المسؤول من قبل الأفراد والمؤسسات والمجتمعات في الحفاظ على البيئة وتعزيزها".


ويتم الاحتفال باليوم من خلال إشراك الحكومات والشركات والمشاهير والمواطنين لتركيز جهودهم على قضية يوم البيئة العالمي 2021 أي "استعادة النظام الإيكولوجي'' وستكون باكستان هي المضيف العالمي لهذا اليوم، وسيسلط اليوم العالمي للبيئة هذا العام على مجالات الإصلاح في النظم البيئية المختلفة مثل زراعة الأشجار والعمل على زيادة المساحة الخضراء في المدن، وإعادة بناء الحدائق والعمل على تحويل النظم الغذائية بطرق مختلفة نحو الاستدامة والعمل على تنظيف المسطحات المائية والشواطئ، الأنهر والسواحل، سيبدأ يوم البيئة العالمي هذا بإطلاق "عقد الأمم المتحدة لاستعادة النظام البيئي" (2021-2030)، وهي مهمة عالمية لإحياء مليارات الهكتارات، من الغابات إلى الأراضي الزراعية، من أعالي الجبال إلى أعماق البحار، والحد من  تدهور النظم الإيكولوجية، وعكس هذا المسار الذي يؤدي إلى تأثيرات خطيرة على النظم البيئية المختلفة، ويؤثر على الأمن الغذائي والصحي والمجتمعي والموارد والتنوع البيولوجي، وينذر بكوارث بيئية وتنموية خطيرة.


كوارث بيئية



لفترة طويلة، كان البشر يستغلون ويدمرون النظم البيئية للكوكب. ومن هذه الأمثلة فكل ثلاث ثوانٍ، يفقد العالم ما يكفي من الغابات لتغطية ملعب كرة قدم، وعلى مدار القرن الماضي، دمرنا نصف الأراضي الرطبة. لقد تم بالفعل فقدان ما يصل إلى 50  بالمئة من الشعاب المرجانية في العالم، ويمكن أن يفقد ما يصل إلى 90 بالمئة من الشعاب المرجانية بحلول عام 2050، حتى لو اقتصر الاحترار العالمي على زيادة قدرها 1.5 درجة مئوية. يؤدي فقدان النظام البيئي إلى حرمان العالم من أحواض الكربون، مثل الغابات والأراضي الرطبة، في وقت لا تستطيع فيه البشرية تحمل تكاليفها. وقد ازدادت انبعاثات غازات الدفيئة العالمية لثلاث سنوات متتالية وأصبح كوكب الأرض مكانًا واحدًا لتغير مناخي كارثي محتمل. يجب علينا الآن إعادة التفكير جذريًا في علاقتنا بالعالم الحي، بالنظم البيئية الطبيعية وتنوعها البيولوجي والعمل على استعادتها.


النظم البيئية



وهي أيضا النظم الإيكولوجية، وهي مكونات هذه النظم من كائنات حية، أي الحيوانات والنباتات والحشرات والكائنات الحية الدقيقة على مختلف أنواعها، والجامدة (غير الحية) مثل الماء والهواء والتربة، وضوء الشمس، ويؤدي التنوع في هذه النظم إلى تنوع بيولوجي يتميز به كل نظام، ومن الأمثلة عليها: الغابات والأنهر والمحيطات والصحاري وغيرها، ونتيجة التعديات المختلفة وصلت النظم الإيكولوجية إلى حالة من التدهور تنذر بكوارث كبيرة، والأخطر عدم القدرة على استعادتها، لذا فإن عنوان "إصلاح النظم الإيكولوجية"، هو مسار استمراري يهدف لحماية وإصلاح هذه النظم بهدف المحافظة وحماية الأمن الغذائي والمائي وتوفير فرص العمل والقضاء على الفقر وتخفيف آثار تغير المناخ. ما يُمكنها من استعادة فاعليتها، ومواجهة التحديات كارتفاع مستويات سطح البحر وغرق الدول الجزرية، فضلا عن مواجهة الوباء (كوفيد 19)، والوصول إلى اقتصاد سليم مستدام.


رسالة الأمين العام وعقد استعادة النظم الإيكولوجية



وقد أطلق الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، مبادرة "عقد الأمم المتحدة لاستعادة النظم الإيكولوجية" بهدف "مداواة وعلاج كوكب الأرض".


وقال غوتيريش، إن "الكوكب وصل بسرعة إلى نقطة اللاعودة ونحو الاندثار نتيجة قطع الغابات وتلويث الأنهار والمحيطات وحراثة الأراضي العشبية"، محذرا في رسالته بمناسبة اليوم العالمي للبيئة، من "أننا ندمر النظم الإيكولوجية التي تدعم مجتمعاتنا، إذ يدمّر تسببنا في تدهور العالم الطبيعي الغذاء والموارد اللازمة للبقاء على قيد الحياة، ويقوّض بالفعل رفاهية 3.2 مليار شخص – أو 40 بالمئة من البشرية"، مضيفا: "ولكن لحسن الحظ، الأرض صامدة، ولا يزال لدينا الوقت لعكس الضرر الذي أحدثناه".


وأكد غوتيريش في رسالته: أنه من خلال استعادة النظم الإيكولوجية، يمكننا قيادة تحوّل من شأنه أن يسهم في تحقيق جميع أهـداف التنمية المستدامة"، مضيفا أن " إنجاز هذه الأمور لن يحمي موارد الكوكب فحسب، بل سيخلق أيضا ملايين الوظائف الجديدة بحلول عام 2030، ويدرّ عائدات تزيد عن 7 تريليون دولار سنويا، ويساعد في القضاء على الفقر والجوع".


ووصف الأمين العام عقد استعادة النظم الإيكولوجية بأنه "دعوة عالمية للعمل" تجمع "الدعم السياسي والبحث العلمي والقوة المالية لتوسيع نطاق الاستعادة بشكل كبير"، مشيرا إلى أن السنوات العشر المقبلة هي "فرصتنا الأخيرة لتجنب كارثة مناخية، ودرء المد القاتل للتلوث وإنهاء فقدان الأنواع".


وأضاف السيّد غوتيريش يقول: "يمكن للجميع المساهمة. لذا ليكن اليوم بداية عقد جديد – وهو العقد الذي نصنع فيه أخيرا السلام مع الطبيعة ونؤمّن مستقبلا أفضل للجميع".


الدول العربية والبيئة



وتشهد الدول العربية وبصورة عامة تراجعاً ملحوظاً في مدى فاعلية خدمات النظم الإيكولوجية ولأسباب عدة أهمها التوسع الحضري والعمراني والتصحر والتعرية والصراعات واستنزاف الموارد الطبيعية وخصوصا المياه.


وقد دعت منظمات الأمم المتحدة المختلفة، ومنها الخاص بالدول العربية، وخصوصا برنامج الأمم المتحدة للبيئة - المكتب الإقليمي لغرب آسيا، ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الإسكوا) الحكومات العربية، لتنفيذ هذا العقد عبر اعتماد خطط عمل وطنية تعمل على استدامة هذه النظم، والمساهمة في تمكين الحكومات ومؤسسات المجتمع المدني ومجموعات الشباب في الدول العربية، للإسراع في التصدي لهذه التحديات، واتخاذ التدابير والأدوار الفعّالة في حماية النظم الإيكولوجية بالحفاظ عليها والعمل على استدامة الموارد الطبيعية والمحافظة على التنوع الحيوي والأمن الغذائي والقضاء على الفقر، وإيجاد حلول عملية ومستدامة، وتشجيع الأبحاث العلمية التي تعزز التنوع الحيوي والخدمات الأخرى اللازمة للحياة على الكوكب ما يساهم في الإقتصاد الدائري المستدام، كما سيتم البحث في الجهود الآيلة لتأمين الموارد المالية والبيانات اللازمة للتنمية المستدامة لا سيما المجتمعات الأكثر فقرا والفئات المهمشة والأكثر تضرراً، نتيجة تدهور هذه النظم الإيكولوجية المستمر، وبهدف نقل التجارب والإحتفال بقصص النجاح وتعميمها، وذلك بالتعاون مع الحكومات والقطاع الخاص والأوساط الأكاديمية والمجتمع المدني، وبهدف تحقيق الأهداف 17 من التنمية المستدامة لعام 2030.

"زوايا ميديا"

قسم التحرير

تابع كاتب المقال: