صحة

لبنان ينضم للدول المنتجة للقاح سبوتنك V لمكافحة كورونا!

لبنان ينضم للدول المنتجة للقاح سبوتنك V لمكافحة كورونا!

في إطار النهوض بالإقتصاد والصناعة في لبنان، وعلى الرغم من الأزمة الإقتصادية التي تحاصر كافة النطاقات الإنتاجية، أعلن رئيس مجلس إدارة شركة مصنع "أروان" للصناعات الدوائية عبد الرزاق يوسف عبد الله، في مؤتمر صحافي عقده في مصنع الشركة في الشوف، عن التحضير لتصنيع لقاح سبوتنك V، وذلك بعد أشهر من المباحثات والاجتماعات مع الجانب الروسي، وفي الأسبوع الثاني من حزيران (يونيو) سيتوجه وفد من المصنع إلى موسكو لتوقيع عقد تصنيع اللقاح الروسي في لبنان.



وقال في مستهل كلمته: "إن مشروع تصنيع لقاح سبوتنك V الروسي في لبنان اقتصادي وسياسي هام للبلد، يعيد الثقة الدولية والعربية بلبنان كدولة محورية في المنطقة"، مضيفا أن: "المشروع خطوة هامة جدا، وله مردود ايجابي بالدرجة الأولى على لبنان، حيث سيفتح المجال أمام فرص عمل جديدة، ويسهم في تنشيط الدورة الاقتصادية من خلال توسيع دائرة العمل والتصنيع والإنتاج".


وأشار الى "أن المردود الإقتصادي لتصنيع اللقاح في حدود 600 مليون دولار، ويتطلب دعما حكوميا في حدود 20 مليون دولار"، وقال: "قمنا بتوسيع مروحة اتصالاتنا ولقاءاتنا، بجهد مشكور من وزير الصناعة في حكومة تصريف الاعمال عماد حب الله، بهدف تسهيل تنفيذ المشروع وتحقيقه على أرض الواقع، فالتقينا رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب، اللذين أبديا دعما كبيرا للمشروع، الى جانب دعم وزارتي الصناعة والصحة"، معتبرا "ان دعم الحكومة اللبنانية مهم جدا، فهي الجهة السياسية التي تمثل لبنان".


وقال:"ان ما نعانيه هو عدم توفر الأموال لان أموالنا مجمدة في المصارف اللبنانية، لذلك طلبنا من مصرف لبنان والحكومة الدعم لتسهيل انجاح هذا المشروع المفيد للبنان، ولكن على الرغم من ذلك، سعينا لإيجاد الحلول لهذه المعضلة، من خلال الخيارات المتاحة امامنا. هناك طلب كبير من الدول التي هي بحاجة الى هذه اللقاحات، وهي على استعداد لدفع ثمنها مسبقا، وهذا خيار قد نلجأ اليه، للمساعدة في تحقيق المشروع".


وأضاف: "نحن لم نقف أمام هذه المعضلة، وكان لدينا عدة خيارات، لذلك أتممنا كل التفاصيل بالنسبة لتوقيع العقد مع روسيا، ونستعد اليوم للذهاب الى روسيا للتوقيع. كنا نأمل ان يكون هناك تسهيلات ودعم من مصرف لبنان لأنه مشروع اقتصادي وسياسي للبنان، فهو يعيد الثقة الدولية والعربية بلبنان كدولة محورية وهامة في المنطقة. عندما طرحنا تصنيع هذا اللقاح، كان هدفنا التوفير على لبنان، اذ ان نسبة اللقاحات التي تمت في لبنان تبلغ 10 بالمئة فقط، وهذا اللقاح، ليس لمرة واحدة في الحياة، بل هو كل ستة اشهر أو سنة، وبالتالي هو مشروع لعشر سنوات في المستقبل، ولقاح لا حدود زمنية له. نقوم بجهد كبير لوضع لبنان على خارطة الدول المصنعة للقاحات ضد كورونا، وهذه ليست عملية سهلة، ويكتنفها الكثير من المشقات والصعوبات، لكن إرادتنا قوية للوصول الى النجاح".


وتابع: "إن شاء الله سنوقع العقد مع الروس قريبا، وسوف نصدر هذا اللقاح الى دول المنطقة والعالم، وسيكون لدينا فائض كبير للبنان. لقد تكلمنا مع البنك الدولي الذي يحجز 90 مليون دولار للبنان لشراء اللقاح، فعندما يعتمد اللقاح من منظمة الصحة العالمية، نستطيع تمويل شراء هذه اللقاحات".


وأشار الى "انه بعد توقيع العقد، يفترض ارسال المواد الخام لتصنيع اللقاح الذي يصل الينا بشكل مكثف ونقوم نحن بدورنا بتحليله، ومن ثم نقوم بوضعه بـ (عبوة: Vial) بعدها نتفق معهم على التسويق"، متوقعا "ان يتم الإنتاج بعد شهرين من استلام المواد الخام، على ان تليها فترة 20 يوما لتجرى على المنتج كل التحاليل في لبنان وروسيا".


واذا لفت الى أن "سعر اللقاح الحالي هو 38 دولارا"، أوضح أن "المنتج الوطني سيكون أقل كلفة"، لافتا الى وجود قانون في وزارة الصحة من أن المنتج الوطني لا بد من ان يكون أرخص من 15 الى 30 بالمئة من المستورد.


وأكد عبد الله أن "مصنع شركة (أروان) هو استثمار لبناني وعربي، وبعيد من أي صبغة سياسية"، وقال: "نسعى لوضع لبنان على خارطة طريق الصناعة الدوائية في العالم . لدينا أدوية ننتجها غير اللقاحات، وقد تكون غير موجودة في العالم العربي، أننا نصنع حوالى 40 دواء، ومعظمها غير متوفر في دول العالم، ونصدر الى مصر والأردن وسوريا ودول الخليج في الامارات والسعودية والكويت وقطر وعُمان والبحرين واليمن ودول أوروبا الشرقية وروسيا واوزباكستان وكازخستان وأفغانستان وتركمستان وطاجكستان وإلى أفريقيا في نيجيريا والكاميرون وكينيا".


وشدد على "أهمية دعم الحكومة اللبنانية للصناعة الوطنية"، مؤكدا ان "الأدوية الوطنية متوفرة في السوق اللبناني ولم تنقطع ابدا، رغم أننا نعاني من سوء الدعم من الدولة، التي تدعم الدواء الأجنبي بنسبة 85 بالمئة من قيمة الاستيراد، بينما الدواء الوطني يدعم فقط بالمواد الخام المستورد بحوالي 30 بالمئة""، داعيا الحكومة الى "دعم الدواء الوطني بنفس وتيرة دعم الدواء الاجنبي".


وأبدى أسفا كبيرا من انه بلغ دعم المستورد في لبنان، حسب تقارير مصرف لبنان، 528 مليون دولارا، والدعم الوطني 19 مليون دولار، ويبلغ في السنة مليار ومئة مليون دولار، والانتاج الوطني مئة مليون دولار".


دهام
من جهتها، أكدت المديرة العامة للمصنع الدكتورة رويدة دهام، "إن تجربة وخبرة المصنع كبيرة وهامة وهي التي أوصلته الى هذه المرحلة الهامة من الإستعداد لتصنيع لقاح  سبوتنك V"، وأشارت الى "ان الكفاءات الموجودة من الموظفين في المصنع حاليا قادرة على إنتاج هذا اللقاح". ولفتت الى "ان إنتاج اللقاح قد يحتاج إلى يد عاملة أكثر".


وأشارت الى أن "المصنع ينتج عددا من الأدوية التي تعرف بالمنقذة للحياة، ومعظمها ما زالت تستورد من الخارج، وتتم صناعة هذه الأدوية وفق أحدث المعدات والأساليب المتطورة جدا في العالم. وأعلنت أن "مصنع أروان ينتج 80 بالمئة من ادوية المستشفيات على هيئة حقن، من مضادات حيوية الى بنج وأدوية تستخدم في غرف العمليات". وأسفت "لأن بعض المستشفيات في لبنان مازالت تعتمد الأدوية الأجنبية".


وأكدت "ان "أروان" هي "الشركة الوحيدة التي صنعت في العام الماضي مستحضرا للكورونا (رامسدفير)، والاسم التجاري هو للمصنع هو (فلكسي فير) وقمنا بتسويقه في لبنان، وهو مسجل في وزارة الصحة، وسعره اقل بـ 40 بالمئة من سعر الدواء الأجنبي".


وأوضحت دهام لوكالة "سبوتنيك"، أن "المحادثات بدأت مع الجانب الروسي منذ بداية هذه السنة انطلاقا من قناعاتنا أننا نستطيع تصنيع لقاح "سبوتنيك" في مصنعنا الذي توجد فيه كل المتطلبات، لدينا أيضاً موافقة الجهات الروسية، وأحد الأسواق التي نطمح أن نسوق فيها هي روسيا لدينا وكيل هناك، وعام 2018 وزارة الصحة الروسية زارت المصنع وأعطونا قبول على المصنع وهذا الأمر أساسي لكي يصنع الجانب الروسي لنا، ولدى مصنعنا قبول من who على مختبراتنا، نحن المصنع الوحيد في كل الشرق الأوسط الذي لديه قبول من هذه الجهة، ولدينا طاقة إنتاجية كبيرة، والشركات العالمية التي تصنع لقاح "سبوتنيك" تفتش خارج دولها عن إمكانية التصنيع لزيادة طاقاتهم الإنتاجية، وتواصلت مع السفارة الروسية في لبنان ولاقيت كل الترحيب".


وأشارت دهام إلى أن "الشركة في الخطوات الأخيرة من توقيع الإتفاقية مع الروس، وسنذهب إلى موسكو لتوقيع العقد خلال النصف الأول من هذا الشهر، ونتوقع أن يتم إرسال المواد الأولية فوراً، ومن بعد أن نستلم المواد الأولية من اليوم الأول وبعد شهرين يصبح اللقاح متوفراً في السوق".


وتابعت: "يريدون بين 30 إلى 60 مليون جرعة، لدينا طاقة إنتاجية كبيرة، في اليوم الواحد نستطيع تصنيع 120 ألف عبوة، والعبوة فيها 5 جرعات يعني باليوم الواحد نصنع 600 ألف جرعة، ولبنان ليس بحاجة إلى كل هذا العدد، بحاجة من 6 ل8 مليون جرعة، والباقي للتصدير".

"زوايا ميديا"

قسم التحرير

تابع كاتب المقال: