تقلل الخطوط الداكنة المميزة الموجودة أسفل عيني صقر الشاهين، وهج ضوء الشمس وتمنحه ميزة تنافسية أثناء المطاردة عالية السرعة، وهي سمة تطورية يحاكيها بعض كبار الرياضيين الذين يضعون الماكياج الداكن أسفل أعينهم لمساعدتهم على اكتشاف الكرات سريعة الحركة في الرياضات التنافسية، بحسب دراسة علمية حديثة، نشرت أمس في دورية "بيولوجي ليترز".
وقد أثبت العلماء مسؤولية هذه العلامات أسفل عيني الصقر عن حدة البصر، بعد أن كشفوا عن تطورها وفقا للمناخ، حيث وجدوا أنّه كلما كان موطن الطائر أكثر إشراقا، كان ريش "ظل الشمس" الداكن أكبر وأكثر قتامة. واستخدم العلماء صورا لصقور الشاهين من جميع أنحاء العالم نُشرت على الإنترنت بواسطة مراقبي الطيور وسجلوا حجم "شريط الملار" لكل طائر (شريط الملار هو الخطوط الداكنة المميزة الموجودة أسفل عيني صقر الشاهين)، ثم استكشفوا كيف يختلف هذا الشريط، وفقا لعدد من العوامل المتعلقة بالمناخ المحلي، مثل درجة الحرارة وهطول الأمطار وقوة ضوء الشمس.
وتضمنت الدراسة مقارنة خصائص الشريط، باستخدام أكثر من ألفي صورة للصقور تمثل 94 منطقة أو دولة مختلفة، وأظهرت النتائج أن هذا الشريط كان أكبر وأكثر قتامة في مناطق العالم حيث يكون ضوء الشمس أقوى.
وتقول ميشيل فريتوس الباحثة الرئيسية بالدراسة في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة كيب تاون بالتزامن مع نشر الدراسة: "أصبحت فرضية الوهج الشمسي متأصلة في الأدب الشعبي، لكن لم يتم اختبارها تجريبيا من قبل، وتشير نتائجنا إلى أنّ أفضل طريقة لتفسير وظيفة (شريط الملار) في صقور الشاهين هي هذه الفرضية".
ويضيف أرجون عمار الباحث المشارك بالدراسة: "يمثل صقر الشاهين النوع المثالي لاستكشاف هذه الفرضية طويلة الأمد، لأنه يحتوي على واحد من أكثر التوزيعات انتشاراً لجميع أنواع الطيور، حيث يوجد في كل قارة باستثناء القارة القطبية الجنوبية، ونحن ممتنون لكل المصورين حول العالم الذين قاموا بإيداع صورهم على مواقع الإنترنت، فلولا جهودهم لما كان هذا البحث ممكناً".