تعرض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لهزة قوية بعد خروج مظاهرات واحتجاجات واسعة في مقاطعته الرئيسية الداعمة له ضد بناء منجم في أراضيهم السياحية، وسط حالة من الانهيار الاقتصادي وتداعيات الوباء.
ورأت صحيفة "نيويورك تايمز" أن أردوغان بات محاصرا، وأن خصومه السياسيين يستدعون للانقضاض عليه.
وقالت الصحيفة إن القرويين في الغابات البكر في مقاطعة ريز في شمال شرقي تركيا يتمتعون دائمًا بميزتين: المناظر الطبيعية البكر إلى حد كبير والغنية بالحياة البرية، والدعم القوي للرئيس رجب طيب أردوغان. لكن الآن وفي الوقت الذي يتعرض فيه أردوغان لضغوط سياسية على الصعيد الوطني، أصبحت مقاطعته الأصلية ساحة معركة بين بعض هؤلاء القرويين ضد الرئيس، بحسب ما ذكرت "العربية".
وعلى مدى أسابيع، نظموا احتجاجات ضد خطط أردوغان لإنشاء منجم يهدد بتدمير 220 فدانًا من الأخشاب التي ترتفع بشكل جميل خلف مجموعة من المنازل، وهي مورد أساسي للسياحة في منطقة ايكيزيدر الريفية.
وارتفعت الاحتجاجات على المنجم الشهر الماضي واندلعت في ريزي، موطن أردوغان الموالي على ساحل البحر الأسود. واستغل خصومه السياسيون ذلك كفرصة لتقويض الزعيم المحاصر بالفعل، والذي يقف في موقف دفاعي بشأن الحالة الاقتصادية غير المستقرة وتداعيات الوباء.
ولم يعد أردوغان يتسامح مع الاحتجاجات - باستثناء احتجاجات أنصاره - واستخدمت شرطة مكافحة الشغب اليد الثقيلة لقمع المظاهرات في ريزه.
واشتدت الاحتجاجات مؤخرا وسط تصاعد في إصابات كوفيد 19، وتحدى القرويون الإغلاق الصارم وواجهوا شرطة مكافحة الشغب. وأغلقوا الطرق الموصلة للمشروع لعدة أيام حتى نشرت الحكومة الشرطة شبه العسكرية لاعتقالهم. وصُدم القرويون عندما اكتشفوا أن أردوغان قد وقع مرسوماً يأمر بمصادرة أراضيهم قبل أيام فقط من وصول الحفارين.