info@zawayamedia.com
منوعات

كندا تواجه تاريخها الأسود... قبر جماعي لـ 215 طفلا من السكان الأصليين!

كندا تواجه تاريخها الأسود... قبر جماعي لـ 215 طفلا من السكان الأصليين!

خبر صادم تناقلته الوكالات الإعلامية من ولاية بريتيش كولومبيا British Columbia، حيث أظهرت النتائج الأولية لمسح الأراضي، رفات 215 طفلا مدفونة في مدرسة داخلية للسكان الأصليين في مدينة كاملوبس في بريتيش كولومبيا.


وقد تم التأكد الأسبوع الماضي من وجود رفات الأطفال مدفونة على مقربة من مدينة كاملوبس كما أفادت أمة تكيملوبس تي سيكويبيم TK'emlups te Secwépemc  في بيان.


ولجأت الأمة إلى خدمات أخصائي في تقنية رادار قياس الأرض للكشف عن الرفات.


وجرت الأعمال تحت إشراف قسم اللغة والثقافة الخاص بأبناء هذه الأمة من السكان الأصليين، للتأكد من أنها تتم ضمن احترام التقاليد الثقافية.


قالت زعيمة أمة تكيملوبس تي سيكويبيم، روزان كازيمير، في بيان "حسب علمنا، رفات الأطفال المفقودين تتعلق بوفيات غير موثقة".


وأضاف البيان: "كان البعض منهم لا يتجاوز ثلاث سنوات من العمر. وسعينا إلى طريقة للتأكد، انطلاقا من الاحترام العميق والمحبة لِهؤلاء الأطفال وعائلاتهم، من أن تكون تكيملوبس تي سيكويبيم المثوى الأخير لهؤلاء الأطفال".


ويحاول حاليا أفراد من فرقة كابلوس الهندية والطبيب الشرعي للمقاطعة وللمتاحف تسليط الضوء على ما تم العثور عليه، والبحث عن أية وثائق متعلقة به، وسيتم الكشف عن نتائج التحقيقات في تقرير سينشر خلال شهر تموز (يوليو).


وقالت كازيمير في حديث إلى سي بي سي، أن "النتائج التي تم التوصل إليها أولية، ومن المتوقع أن يُصدر أخصائي تقريرا الشهر المقبل".


وما زال أبناء الأمة تحت وطأة الصدمة كما قالت كازيمير، ويبحث زعماؤها في الخطوات المقبلة التي سيتخذونها.


ويُجري زعماء الأمة اتصالات مع قسم تحقيقات الوفيات في بريتيش كولومبيا، ومع المجتمعات القريبة من المدرسة التي كان أبناؤها يتابعون دراستهم في هذه المدرسة الداخلية.


ومدرسة كاملوبس واحدة من المدارس الداخلية التي كانت تمولها الحكومة الكندية، ، إذ كان النظام التعليمي الداخلي في كندا يفصل أبناء السكان الأصليين عن ذويهم قسرا، في إطار سياسة تهدف لِإبعاد أبناء السكان الأصليين عن ثقافة ذويهم وإدماجهم في مجتمع البيض، وخلص تحقيق أجري على مدى ست سنوات في ممارسات النظام الذي ألغي وصدر تقريره في 2015 إلى أنه كان يشكل "إبادة ثقافية جماعية".


وتم إدخال نحو من 150 ألف طفل إلى هذه المدارس خلال الفترة الممتدة من سبعينات القرن التاسع عشر حتى تسعينيات القرن الماضي.


وقد تعرض الكثيرون منهم لسوء المعاملة، كما لقي نحو من 3200 تلميذ حتفهم بسبب المرض وسوء التغذية والظروف المعيشية المزرية في هذه المدارس الداخلية، وأن الرقم قد يكون أكبر لعدم توثيق الوفيات والملفات المختفية والمتلفة.


وأنشأت الحكومة الكندية عام 2007 لجنة التحقيق والمصالحة، التي جابت مختلف أنحاء كندا واستمعت إلى نحو 7 آلاف شهادة، وأصدرت تقريرها عام 2015، ورفعت فيه مجموعة من التوصيات إلى الحكومة، علما أنه تم تسجيل 500 طفل في مدرسة كاملوبس الداخلية حسب المركز الوطني للحقيقة والمصالحة، في الفترة الممتدة منذ افتتاحها في العام 1890، وحتى العام 1950، وتم إغلاقها في 1969، علما أن هؤلاء الأطفال من الممكن أن ينتموا إلى مجتمعات من داخل مقاطعة بريتيش كولومبيا ومن خارجها.


وقالت كازيمير: "ليست هذه سوى البداية. ولكننا شعرنا، نظراً لِطبيعة الأخبار، أنه من المهم أن نشاركها فورا"، مضيفة: "الأسئلة التي لدينا أكثر بكثير من الأجوبة. ونتطلع لِتحديث الأخبار فور تلقيها كما أضافت كازيمير.


اكتشاف مؤلم للغاية


وقالت السلطات الصحية لدى السكان الأصليين إن اكتشاف رفات الأطفال التلاميذ مؤلم للغاية، ومؤشر على أن تداعيات نظام المدارس الداخلية على أبناء السكان الأصليين وعائلاتهم ومجتمعاتهم ما زالت مستمرة.


ورأى ريتشارد جوك، المدير العام للسلطات الصحية، أن من شأن هذا الوضع أن يؤثر على الأمم الاوائل في بريتيش كولومبيا وفي كافة أنحاء كندا.


ترودو


وعبر رئيس وزراء كندا جاستين ترودو في تغريدة عبر حسابه على موقع التواصل الإجتماعي "تويتر" عن حزنه لهذا الخبر وكتب: " إن تلك الأنباء تفطر قلبي.. إنها تذكرة مؤلمة بفصل قاتم ومشين في تاريخ بلادنا”. واعتذرت الحكومة الكندية في 2008 رسميا عن نظام تلك المدارس.


 

كندا تواجه تاريخها الأسود... قبر جماعي لـ 215 طفلا من السكان الأصليين! 1

"زوايا ميديا"

قسم التحرير

تابع كاتب المقال: