ضاعت أمنيات اللبنانيين وتناثرت أحلامهم وتلاشت، ولم يبقَ إلا الإنتظار، علّ معجزة ما، تعيد بعضا من أمل، وإن كان ثمة استحالة للخروج من أتون الكوارث والمصائب، وهم الذين علقوا آمالا كبيرة على عهد الرئيس العماد ميشال عون، فكانت الخيبات قاسية بقدر حجم الأمنيات التائهة.
أكثر من ظلم رئيس الجمهورية من هم في مرتبة المستشارين، عطلوا الدولة متمسكين بأوهام ثبت مع الأيام أنها لا تبني وطنا، ولا زالوا على عناد التعطيل حتى آخر حجر في بنيان الدولة المتهاوي، وإلى الآن، لا من يعتبر أو يتعظ، وكأن السقوط المدوي لم يتردد صداه في كل مدينة وبلدة ودسكرة، جوع وفقر وفاقة، إفلاس وقهر، لا دورة اقتصادية ولا بصيص نور يبدد عتمة المواقف فيما البلد على حافة السقوط في هوة عميقة سحيقة.
الرئيس ميشال عون، نهاية عهد لم يسعف لبنان لينهض من بين ركام الماضي والحاضر، لا بل سار به القهقرى نحو صحراء مجدبة، لا واحة فيها، ولا ظلال، حتى صار لبنان "فكرة" غير قابلة للحياة إلا بمعجزة.
في مـا بقي من عهد الرئيس بات من المستحيل استدراك العثرات، فالزمن مقصلة لا ترحم!