info@zawayamedia.com
صحة

إكتشاف مذهل وواعد... سم النحل يقضي على خلايا سرطانية خلال ساعة!

إكتشاف مذهل وواعد... سم النحل يقضي على خلايا سرطانية خلال ساعة!

تستمر الطبيعة بتنوعها البيولوجي بإدهاشنا، سواء بمخلوقاتها المتنوعة، أو بما نكتشف فيها من مواد كيميائية واعدة لتحسين نوعية الحياة على الكوكب، ولعل أهم هذه المخلوقات النحل، وما يوفره من مواد، إذ أظهرت دراسة واعدة، أن جزيئا موجودا في سم النحل يمكن أن يثبط نمو خلايا سرطانية لسرطان الثدي الثلاثي السلبي triple-negative breast cancer أو TNBC على وجه الخصوص، وه, نوع من السرطان شديد العدوانية مع خيارات علاج محدودة.


ويمثلTNBC  حوالي 15 بالمئة من كافة حالات سرطانات الثدي، وهناك حاجة في حالة هذا النوه من السرطان لأنواع مختلفة من العلاجات، لأن هذا النوع سلبي لمستقبلات هرمون الاستروجين، ولمستقبلات البروجسترون، ولمستقبل HER2، ولا تساعد الأدوية مثل عقار تاموكسيفين، الذي يستهدف مستقبلات هرمون الاستروجين، وتراستوزوماب (هيرسيبتين)، الذي يستهدف HER2، في علاج هذا النوع من السرطان.


ومع ذلك، فقد أظهر سم النحل (Apis mellifera) إمكانات في العلاجات الطبية الأخرى مثل علاج الأكزيما، وقد عُرف لبعض الوقت بخصائصه المضادة للأورام، بما في ذلك الورم الميلاني melanoma، سرطان الدم، سرطان البنكرياس، سرطان عنق الرحم وسرطانات أخرى، ومع ذلك ، فإن كيفية عمله ضد الأورام على المستوى الجزيئي ليست مفهومة تمامًا، ولكن هذه الدراسة، قد تخدم في تفسير هذا الأمر.


يستخدم النحل بالفعل الميليتين melittin، الجزيء الذي يشكل السم نصفه ويجعل لسعاته مؤلمة، ويستخدمه النحل لمحاربة مسببات الأمراض الخاصة به، تنتج الحشرات هذا البروتين ليس في سمها فحسب، ولكن أيضًا في الأنسجة الأخرى، حيث يتم إفرازه استجابةً للعدوى.


وقد كشفت الدراسة التي نشرت في مجلة Nature العلمية أن مادة "ميليتين" الموجودة في سم النحل تقتل خلايا سرطان الثدي خلال ساعة.


ومع تركيز الدراسة على هذا الجزيء، قام الباحثون بتعريض الخلايا السرطانية والخلايا الطبيعية المزروعة في المختبر لسم النحل من أيرلندا وإنجلترا وأستراليا، وسم نحل من نوع Bombus terrestris  من إنجلترا.


وفي هذا المجال، فقد وجد بأن سم النحل ، الذي لا يحتوي على ميليتين، كان له تأثير ضئيل على خلايا سرطان الثدي ، لكن سم النحل المحتوي على هذا الجزيء أثر بصورة كبيرة، تأثير في الواقع ، تمكن الميليتين من تدمير أغشية الخلايا السرطانية تمامًا في 60 دقيقة.


تقول الدكتورة سيارا دافي Ciara Duffy، من معهد هاري بيركنز للأبحاث الطبيةthe Harry Perkins Institute of Medical Research  وجامعة غرب أستراليا The University of Western Australia التي قادت البحث: "كان السم قويًا للغاية، فقد وجدنا أن الميليتين يمكن أن يدمر أغشية الخلايا السرطانية تمامًا في غضون 60 دقيقة".


وقد تم استخدام سم مستخرج من 312 نحلة، على أنواع مختلفة من سرطان الثدي، ومنها التي استنفدت كافة أنواع العلاجات الأخرى.


علاوة على ذلك، فتأثير الميليتين ضئيل على الخلايا الطبيعية، وبالمقابل استهدف الخلايا التي تنتج كمية كبيرة من EGFR و HER2 (وهما جزيئان تفرزهما بعض أنواع سرطان الثدي) ؛ حتى أنه أفسد قدرة الخلايا السرطانية على التكاثر، وقام العلماء بعد ذلك بتجربة الشيء نفسه مع نسخة مصنعة (كيميائية) من الميليتين، ووجدوا نفس النتائج.


ولكن وقبل أن نشعر بالحماس الشديد، تجدر الإشارة إلى أن العديد من الأشياء يمكن أن تقتل خلية سرطانية في المختبر، إلا أن الباحثين أشاروا إلى أن الطريق طويل قبل أن يمكن استخدام جزيء سم النحل الميليتين هذا كعلاج للبشر، ولكن يبقى هناك الأمل في استكشاف المزيد عن قدرة المواد المشتقة من النحل لعلاج حالات المرض المختلفة وأكثرها عدوانية ومنها السرطان.

سوزان أبو سعيد ضو

سوزان أبو سعيد ضو

Managing Editor

ناشطة بيئية وصحافية متخصصة بالعلوم والبيئة

تابع كاتب المقال: