هل يتلقف المسؤولون سانحة الهدوء الذي أعقب قرار المحكمة الدولية الخاصة بلبنان؟ وهل تلاقي جميع الأطراف موقف الرئيس سعد الحريري مع تأكيده على ضرورة تجنب الفتنة وسحب فتيل اي تفجير سياسي؟ وهل ينفتح الجميع على دور الرئيس نبيه بري وإشاعته جوا إيجابيا مرتبطا بالملف الحكومي ومواجهة المشكلات القائمة المتراكمة والتي زادتها كارثة انفجار مرفا بيروت؟
أسئلة كثيرة سلكون حاضرة في الثماني وأربعين ساعة المقبلة، إذ أشارت مصادر مطلعة إلى أن ثمة توجها للتوصل الى تفاهم قبل الذهاب الى الاستشارات النيابية الملزمة، عازية السبب إلى أن أوضاع لبنان لا تحتمل أي تاخير في مقاربة الملف الحكومي، ولا بد من الإسراع تحديد رؤية واحدة حيال رئيس الحكومة الجديد، وتاليا حيال شكلها وبرنامجها.
ومن المتوقع في هذا السياق أن يكثف الرئيس بري اتصالاته بسائر القوى السياسية من أجل تسهيل عملية التكليف ومن ثم التأليف، في ظل معطيات ومعلومات عن تقدم اسم الرئيس سعد الحريري كرجل المرحلة.
توازيا، استبعدت المصادر عينها أن تتم الدعوة الى الاستشارات هذا الاسبوع، مرجحة أن تتم خلال الاسبوعين المقبلين، لوجود شروط وشروط مضادة بين الحريري وبعض الاطراف الأخرى، علما ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس بري توافقا على توفير الأجواء المناسبة للملف الحكومي تمهيدا للإستشارات النيابية الملزمة.
وعلم "زوايا ميديا" أن بري أبلغ الرئيس عون ما كان قد ذكره في الإتصالين الهاتفيين المتتاليين بينهما لجهة تمسكه بالرئيس سعد الحريري لرئاسة الحكومة، فيما أشارت مصادر معنية بالملف الحكومي الى ان لا تفاصيل بحثت لأن لا تفاهم بعد حول شكل الحكومة وهو متروك لمرحلة ما بعد تحديد هوية الشخصية المرشحة لرئاسة الحكومة، منوهة إلى أن ثمة سلسلة لقاءات تعقد بعيدا من الأضواء ولفتت الى ان رئيس الجمهورية يلتزم برغبة النواب في التسمية ولن يدخل في موضوع الأسماء لكنه لا يريد فرض شروط مسبقة.
وأوضحت المصادر عينها أن الرئيس عون يفضل حكومة اقطاب، انما لا يرى أي مانع في البحث في صيغة بديلة، خصوصا في ظل تحفظ بعض الأطراف عليها.