كما كان متوقعا، جاءت ردود الفعل الإسرائيلية على الهزيمة في حربها ضد الفلسطينيين صادمة للتيارات الإسرائيلية المتشددة خصوصا، فغزة إنتصرت وحققت معادلة القوة مقابل الظلم والعدوان.
وقُوبل الإعلان عن وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل بخيبة أمل كبيرة في أوساط الأحزاب اليمينية والمستوطنين في الجنوب، فيما وجه قادة الأحزاب اليمينية وممثلو المستوطنين في منطقة "غلاف غزة" انتقادات حادة إلى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بسبب ما اعتبروه تنازلات لحماس في الاتفاق.
وهاجمت إياليت شكيد، وزيرة القضاء السابقة والقيادية في حزب "يمينا" الاتفاق لعدم تضمينه حلاً لمشكلة الأسرى الإسرائيليين لدى حركة "حماس"، قائلة إن معيار تحقيق النصر في المعركة الأخيرة يتوقف على استعادة الأسرى الإسرائيليين في غزة.
أما زعيم حزب "تكفاه حدشاه" اليميني جدعون ساعر، فقد اعتبر التوصل لاتفاق بدون شروط يعد أمراً "محرجاً" لإسرائيل.
واعتبر زعيم حزب "الصهيونية الدينية"، بتسلال سمورطتش، أن الدليل الأبرز على عدم خضوع نتنياهو لحماس في كل ما يتعلق بالقدس يتوقف على فتح المسجد الأقصى أمام اليهود.
وفي تغريدة على حسابه على تويتر، كتب سمورطتش: "أتوقع في الصباح أن أرى المسجد الأقصى مفتوحًا أمام اليهود، وفي حال لم تكن الأمور على هذا النحو، فإن هذا يعني للأسف أن حماس قالت الحقيقة وأن المستوى السياسي عندنا قد كذب"، على حد تعبيره.
من ناحيتهم، علق قادة المستوطنين في منطقة "غلاف غزة" على الاتفاق بغضب، معتبرين أنه لن يغير من الواقع الأمني في مستوطناتهم، ونقلت قناة "كان" الرسمية عن مجلس المستوطنات في المنطقة اتهامه لنتنياهو بأنه ترك المستوطنين "تحت رحمة حماس".
من ناحيته، كان ألون دافيدي، رئيس المجلس المحلي لمستوطنة "سديروت" التي تتعرض كثيراً لقصف المقاومة أشد المنتقدين لاتفاق وقف إطلاق النار.
ونقلت قناة "كان" عن دافيدي قوله إن الاتفاق: "يثبت أنه رغم الدعم والصبر اللذين يبديهما سكان مستوطنات الجنوب منذ 20 عاماً، فإنه لا يبدو أن رئيس الوزراء نتنياهو والحكومة حقاً معنيان بالإطاحة بحمـاس ويفضلان الهدوء المؤقت لسكان وسط البلاد على حساب سكان غلاف غزة والجنوب الذين سيستمرون في المعاناة من "الإرهاب".
أما الصحافي ألموغ بوكير، مراسل قناة "13" في جنوب إسرائيل، فقد كتب على حسابه على "تويتر" قائلاً: "لن ينسى الجمهور (الإسرائيلي) أن نتنياهو كرئيس للوزراء أنشأ على مدى سنوات دولتين، دولة إسرائيل ودولة "غلاف غزة والجنوب" حيث وضع حياة المستوطنين هناك تحت رحمة حماس"، على حد تعبيره.
وفي السياق ذكرت قناة التلفزة الإسرائيلية الرسمية "كان" أن الرئيس الأميركي جو بايدن اتصل هذه الليلة هاتفياً للمرة الخامسة منذ اندلاع الحرب على غزة بنتنياهو وتباحثا بمستقبل الأوضاع بعد تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار.
العربي الجديد – زوايا ميديا - وكالات