عرب وعالم

تل أبيب الفقاعة... شيء ما تغير!

تل أبيب الفقاعة... شيء ما تغير!


لم تكن مدينة تل أبيب ضمن خطوط المواجهة في الحروب السابقة بين الحركات المسلحة في غزة وإسرائيل، لكن النزاع الأخير أظهر أن هذه المدينة الساحلية المعروفة باسم "الفقاعة" أو "دولة تل أبيب" (للإشارة إلى ابتعادها عن الصراعات بين الجانبين) كانت في خط المواجهة، بحسب تقرير لصحيفة واشنطن بوست.


وفي ليلة واحدة، تم إطلاق عدد من الصواريخ على المدينة أكثر مما تم إطلاقه خلال الحرب، التي استمرت 50 يوما بين إسرائيل وغزة، في عام 2014، وفقا للجنرال أوري جوردين، قائد الجبهة الداخلية الإسرائيلية.


ويشير التقرير إلى حالة ناداف كوهين، صاحب الحانة الصغيرة "إل فيسينو" في تل أبيب الذي اضطر لإدخال زبائنه في قبو تحت الارض أثناء إطلاق الصواريخ. يقول كوهين إن "الناس لا يزالون يذهبون إلى الشواطئ والحانات لكن شيئا ما تغير"، بحسب قناة الحرة.


وفي قاعة للحفلات الموسيقية في هرتسليا، شمال تل أبيب، نقل المغني الإسرائيلي، شولي راند، وعازف الأكورديون عرضهما الموسيقي إلى ساحة انتظار للسيارات تحت الأرض بعد أن دوت صافرات الإنذار في الأعلى. يقول راند إن الصراع الحالي، بعد عام من فيروس كورونا، أجبر الإسرائيليين على العودة بسرعة إلى وضع الأزمة.


وتنصح مجموعات على وسائل التواصل الاجتماعي سكان تل أبيب بترك الأبواب الأمامية لمبانيهم مفتوحة في حالة احتياج المارة إلى ملجأ عند انطلاق صفارات الإنذار.


وعرض إسرائيليون في شمال البلاد استضافة عائلات تل أبيب التي تريد مغادرة المدينة، وتم تأجيل الدراسة إلى أجل غير مسمى.


يقول التقرير إنه منذ حرب 2014، وجدت حماس طريقة لتعريض تل أبيب لخطر أكبر. الكولونيل المتقاعد، ميري إيسين، ضابط الاستخبارات الكبير السابق في الجيش الإسرائيلي، قال إن الحركة قامت "بتكييف تكتيكاتها في محاولة للتغلب على نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي".


وأطلقت حماس مؤخرا قذائف كثيفة باتجاه مواقع متعددة في غضون عدة دقائق، وهذا أصبح ممكنا بسبب امتلاكها عددا كبيرا من الصواريخ المصنعة في منشآت تحت الأرض، بحسب العسكري الإسرائيلي المتقاعد.


يقول إيسين: "حماس تطلق المزيد (من الصواريخ) لكنها أيضا غيرت أيضا طريقة إطلاقها، فهي تطلقها على دفعات للتغلب على نظام "القبة الحديدية"، بينما تقوم أيضا بتطوير إمكانيتها الفتاكة لرؤوسها الحربية"، ويتوقع أن تقوم الحركة، بعد التوصل إلى اتفاق لتهدئة، بإطلاق "وابل" من الصواريخ على تل أبيب حتى تقول لشعبها إنها لا تزال قادرة على "إطلاق النار على تل أبيب".


ويقول التقرير إن المدينة أصبحت تميل نحو اليمين، وينقل عن داني فيلنسكي، الناشط اليساري الذي شارك في مظاهرتين لوقف الحرب خلال الأسبوع الماضي، إن "المشكلة ليست في غزة. إنها حقيقة أن إسرائيل أصبحت أكثر يمينية... خاصة في تل أبيب... هذا الشعور بالحياة الطبيعية آخذ في الانهيار. لا يشعر الناس بالأمان، ولذلك يتجهون أكثر فأكثر نحو اليمين".


وبالنسبة للكثيرين في المدينة، فإن المسؤولية عن تصاعد العنف تقع على عاتق رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، الذي كان من المتوقع على نطاق واسع قبل أسبوعين فقط خروجه من السلطة.


"زوايا ميديا"

قسم التحرير

تابع كاتب المقال: