عرب وعالم

إسبانيا تعيد 2700 مهاجرا حاولوا الوصول إلى أراضيها عبر المغرب

إسبانيا تعيد 2700 مهاجرا حاولوا الوصول إلى أراضيها عبر المغرب

تستمر الأزمة السياسية بين الرباط ومدريد، على خلفية استضافة الأخيرة لـ " إبراهيم غالي"، زعيم جبهة بوليساريو التي تطالب بالصحراء الغربية، لتلقّي العلاج على أراضيها في نيسان (أبريل)، في الوقت نفسه، يستمر تدفق المهاجرين، وغالبيتهم من المغاربة، ليل الاثنين الثلاثاء الى جيب سبتة الإسباني، لينضموا الى الآلاف الذين اجتازوا الحدود في يوم واحد، على خلفية توتر حاد بين الرباط ومدريد، بينما بلغ مجموع الأشخاص الذين أعادتهم إسبانيا إلى المغرب حوالي 2700.


وقد استدعت الرباط  السفير الإسباني المعتمد لديها نهاية الشهر الماضي، للتعبير عن "سخطها" بسبب استضافة بلاده لغالي، وأكدت الخارجية المغربية أن استضافة إسبانيا زعيم جبهة بوليساريو ابراهيم غالي "فعل جسيم مخالف لروح الشراكة وحسن الجوار"، مشددة على أن المملكة "ستستخلص منه كل التبعات".


ويتنازع المغرب والجبهة المدعومة من الجزائر على الصحراء الغربية منذ 45 عاما. وتطالب بوليساريو بإجراء استفتاء لتقرير المصير فيها، بينما تقترح الرباط منحها حكما ذاتيا تحت سيادتها.


وصباح الثلاثاء، أفادت السلطات الإسبانية عن اجتياز 86 مهاجرا قادمين من المغرب السياج الحدودي لجيب مليلية الإسباني الآخر. ويشكل جيبا سبتة ومليلية الحدود البرية الوحيدة للقارة الإفريقية مع الاتحاد الأوروبي.


وأعلنت السلطات الإسبانية وصول ما لا يقلّ عن ستة آلاف مهاجر بينهم أكثر من 1500 قاصر الإثنين إلى سبتة، قادمين من المغرب المجاور سواء سباحة أو سيرا على الأقدام، مشيرة إلى "عدد قياسي" في يوم واحد، إلا أن الحكومة أعلنت الثلاثاء إعادة 1500 من هؤلاء الى المغرب.


وقال متحدث باسم الشرطة لوكالة فرانس برس إن "عددا متناميا من المهاجرين وصلوا منذ ساعات الصباح الأولى الاثنين، وحتى وقت متأخر ليل الاثنين الثلاثاء، إلى الجيب الواقع شمال غرب المغرب بعدما غادروا الشواطئ المغربية التي لا تبعد سوى بضعة كيلومترات جنوب سبتة".


وتمّ تعزيز عناصر المراقبة صباح الثلاثاء قرب معبر فنيدق الحدودي. واستخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع لتفريق المتجمعين في المكان، ما اضطر البعض الى العودة أدراجهم.


وقالت آمال (18 عاما) التي كانت بصحبة شقيقها وصديقين، "كثيرون من اصدقائنا نجحوا في العبور. وصلنا متأخرين"، وقال سليمان (21 عاما) "لا مستقبل لي هنا. هدفي هو الوصول الى أوروبا".


وطيلة الليل، وصل شباب وأطفال ونساء الى فنيدق، وتوجهوا الى سبتة عن طريق البحر باستخدام عوامات أو قوارب مطاطية في بعض الأحيان. بينما وصل آخرون مشيا على الأقدام بعد أن اجتازوا معبر فنيدق الحدودي تحت أنظار مجموعة من عناصر الأمن الذين لم يحاولوا إيقافهم.


وشاهد صحافيون في وكالة فرانس برس رجالا ونساء من كل الأعمار في فنيدق ينزلون بالعشرات نحو الشاطئ عبر طريق صغير، قبل أن يركضوا في اتجاه مدينة سبتة الى جانب البحر.


وقالت وردة (26 عاما) القادمة من مدينة تطوان المجاورة "علمت من فيسبوك أنه من الممكن العبور. استقللت سيارة تاكسي مع صديقة، لأنني لم أعد قادرة على تأمين الطعام لعائلتي".


وتوفي رجل غرقا الاثنين بينما كان يحاول الوصول الى سبتة سباحة.


على بعد حوالى 400 كيلومتر شرق سبتة، وصل 86 مهاجرا الثلاثاء الى جيب مليلية القريب من الساحل المغربي.


وقالت الشرطة الإسبانية في مليلية في بيان إن "أكثر من 300 شخص" يتحدرون من إفريقيا جنوب الصحراء حاولوا اجتياز السياج الحدودي الثلاثاء "قرابة الساعة 4,45" (2,45 ت غ)، ونجح "85 رجلا وامرأة" منهم، بدخول مليلية.


وأشارت الى أن المهاجرين "رشقوا عناصر من الشرطة بالحجارة"، ما تسبب بإصابة ثلاثة منهم بجروح طفيفة، واقتيد المهاجرون الذين تمكنوا من العبور الى مركز استضافة مؤقت في مليلية.


 أزمة دبلوماسية


وكان المغرب وإسبانيا وقعا قبل فترة اتفاقا ينص على إعادة المواطنين المغاربة الذين يصلوا الى سبتة سباحة الى بلادهم، وفي نهاية نيسان (أبريل)، حاول حوالى مئة مهاجر العبور سباحة إلى سبتة من المغرب ضمن مجموعات تضم 20 إلى 30 شخصا. وأعيد معظمهم إلى المغرب.


وقال محمد بن عيسى، رئيس مرصد الشمال لحقوق الإنسان ومقره في فنيدق، إنّ هذه الموجة الجديدة من الهجرة تتعلق بشكل رئيسي "بالقُصّر، ولكن أيضًا بالعائلات، وجميعهم مغاربةورأى أنّ ذلك "يمكن" أن يكون "متّصلاً بالأزمة الدبلوماسية بين المغرب وإسبانيا".


كما وقام المغرب بسحب العسكر وحراس الحدود المقابلة لإسبانيا، وأمرهم بالدخول الى ثكناتهم عملا بمقولة وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة "المغرب ليس دركي أحد "، لتعبر جحافل من المهاجرين الأفارقة في اتجاه سواحل جنوب اسبانيا.


بتصرف عن وكالة الصحافة الفرنسية أ ف ب ووكالات.

إسبانيا تعيد 2700 مهاجرا حاولوا الوصول إلى أراضيها عبر المغرب 1

"زوايا ميديا"

قسم التحرير

تابع كاتب المقال: