يتم تشخيص حوالي ربع مليون امرأة حول العالم كل عام بسرطان المبيض، وفي الوقت نفسه تتوفى حوالي 140 ألف امرأة نتيجة معاناتها من هذا المرض، الذي يعتبر من أنواع السرطان الأكثر فتكا، حيث تعتبر معدلات النجاة الأقل من بين أنواع السرطانات الأخرى التي تصيب النساء، لأسباب عدة منها قلة الوعي وغياب التشخيص المبكر، لذا تصل الكثير من حالات الإصابة إلى نتائج وخيمة، خصوصا لعدم وعي النساء بهذا المرض القاتل.
المرض القاتل
وفي حين تنجو 89 بالمئة من حالات سرطان الثدي، فإنَّ نسبة 45 بالمئة فقط من النساء المصابات بسرطان المبيض يمكنهن العيش لمدة أكثر من خمس سنوات، لذا قامت 26 منظمة من منظمات سرطان المبيض من 17 دولة بتوحيد جهودها لتعليم وتوعية مجتمعاتها لخطر سرطان المبيض، وكيفية التعرف عليه، وما هي أعراضه، وقد اعتمد يوم 8 أيار/مايو كيوم عالمي توعوي بالمرض وهو فرصة لمنح النساء المصابات ومحيطهن نوعاً من التكافل والتضامن خلال محاربتهن للمرض، كما يمكنهن المشاركة بتجاربهن والمساهمة في توعية العامة عن هذا المرض القاتل والمميت، والذي يعتبر السرطان الثامن في لبنان المتسبب بوفيات بين النساء.
والجميع يذكر قيام الممثلة العالمية أنجلينا جولي بعملية جراحية قامت فيها بإزالة الثديين ثم بعدها بسنتين قامت بإزالة المبيضين وقناة فالوب، بهدف حماية حياتها من الإصابة بسرطان المبيض، خصوصا لجهة تسجيل حالات في عائلتها، حيث توفيت جدتها ووالدتها وخالتها بالمرض، حيث تساهم التركيبة الجينية في ارتفاع معدلات الإصابة بالمرض، وسيتم بحث هذا الجانب في سياق المقال.
العوامل التي تزيد خطر الإصابة بسرطان المبيض
أما العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بهذا النوع من السرطان فهي:
أولا: وكما سبق ذكره، وجود إصابات سابقة ضمن أفراد العائلة بسرطان المبيض أو الثدي أو القولون.
ثانيا: لم تُنجِب أطفالاً سابقاً.
ثالثا: التقدم بالعمر، وهو السبب الأكثر شيوعاً بعد سن الخمسين سنة.
رابعا: عدم استخدام موانع الحمل الفموية سابقاً.
العوامل التي تقلل من خطر الإصابة بسرطان المبيض
يعتبر استخدام حبوب تنظيم الهرمونات في فترات الحمل والرضاعة، فضلا عن عملية جراحية وقائية تشتمل على ربط البوق (قناة فالوب9، وهي عملية جراحية لمنع الحمل تُربط فيها قناتي فالوب إذ يتكون سرطان المبيض بشكل عام بدايةً في قناة فالوب، كما وينصح أطباء بإزالة المبيضين وقنوات فالوب إذا كانت المخاطر كبيرة.
تصنيفات سرطان المبيض
تعتبر التوعية حول هذا النوع من السرطان ومعرفة مراحل الإصابة، تساهم في الحد من انتشار وعدوانية وقوة هذا السرطان، فضلا عن أن معرفة مرحلة الإصابة تساعد الأطباء في ترتيب خطة علاجية متكاملة، وإعطاء المريضة المعلومات الوافية عمّا يمكن أن يحدث وما سيصيبها جرّاء المرض.
وقد حدد الاتحاد الدولي لأمراض النساء والتوليد International Federation of Gynecology and Obstetrics تصنيف سرطان المبيض وفقا لنظام معين هو تصنيف فيغو FIGO staging system، حيث يعتمد هذا التصنيف على الفحص البدني وفحوصات أُخرى تقيس حجم الورم، عمق انتشار الورم في الأنسجة داخل وحول المبيضين، انتشار الورم Metastasis إلى أماكن بعيدة في الجسم (أي انتشار الورم من مكان تكونه الأساسي إلى أماكن ثانوية أخرى في الجسم).
وفي حال تم اللجوء إلى عملية جراحية فسيتمكن الأطباء من تحديد حجم الورم الأساسي بصورة أكثر دقة ومعرفة المرحلة الصحيحة للإصابة تساعد المريضة والطبيب لفهم فيما إذا كان العلاج المأخوذ شافياً أم لا.
مراحل الإصابة بسرطان المبيض
أما مراحل الإصابة بسرطان المبيض، فهي:
(المرحلة الأولى) يكون الورم في هذه المرحلة لم ينتشر خارج حدود المبيضين بعد، كما وأن المرحلة 1A تعني أن مبيضاً واحداً فقط مصاب بالسرطان، وتعني المرحلة 1B إصابة كلا المبيضين، وتعني المرحلة 1C إصابة أحد أو كلا المبيضين فضلا عن تمزق الكبسولة الخارجية للمبيض أثناء العملية الجراحية، انفجار الكبسولة قبل العملية، وجود خلايا سرطانية خارج المبيض، أو وجود خلايا سرطانية في السوائل المحيطة بالمبيض.
(المرحلة الثانية) وتعني وجود السرطان في أحد المبيضين أو كليهما وانتشاره ضمن الحوض، إذ تعني المرحلة 2A انتشار الورم من المبيضين إلى قناة فالوب أو الرحم أو كليهما، وتعني المرحلة 2B انتشار الورم إلى الأعضاء القريبة كالمثانة أو القولون أو الشرج.
(المرحلة الثالثة) وتعني وجود السرطان في أحد أو كلا المبيضين، وكذلك وجوده في بطانة تجويف البطن أو انتشاره الى العقد اللمفاوية في البطن، ويشار إلى المرحلة بـ 3A وجود الورم في أعضاء الحوض الأُخرى وعقد البطن اللمفاوية أو في بطانة تجويف البطن، وتعني المرحلة 3B وجود خلايا سرطانية خارج الكبد أو الطحال أو في داخل العقد اللمفاوية المسؤولة عنهما بالإضافة إلى انتشاره في أعضاء الحوض، وتعني المرحلة 3C وجود كميات كبيرة من الخلايا السرطانية خارج الكبد أو الطحال أو انتشاره إلى العقد اللمفاوية المسؤولة عنهما.
(المرحلة الرابعة) وهي أكثر مرحلة متقدمة لسرطان المبيض، وتعني أن الورم انتشر لأماكن وأعضاء بعيدة في الجسم. تعني المرحلة 4A وجود خلايا سرطانية في السوائل حول الرئتين، وتعني المرحلة 4B انتشار الورم إلى داخل الكبد أو الطحال والعقد اللمفاوية البعيدة أو أعضاء بعيدة أخرى كالجلد أو الرئتين أو الدماغ.
أعراض سرطان المبيض
توجد في حالة الإصابة بسرطان المبيض، أعراض تتشابه مع أمراض أخرى، وفي هذه الحالة، تعتبر مراجعة الطبيب، ودراسة التاريخ الطبي للمريضة وعائلتها، والتشخيص الدقيق وعوامل عدة أساس للعلاج والوقاية والشفاء.
زيادة حجم البطن أو وجود انتفاخ دائم ومستمر.
صعوبة الأكل والشعور السريع بالشبع.
ألم بطني أو حوضي.
الحاجة للتبول أكثر من المعتاد.
الوقاية من الإصابة بسرطان المبيض
في البداية، يمكن الوقاية من خلال إجراء فحص للحوض بشكل دوري كل عام، واستشارة الطبيب في حال وجود أي أعراض جديدة، فإن استمرت لأكثر من ثلاثة أسابيع فلا بد حينها من إجراء: فحص الحوض، موجات فوق الصوتية عبر المهبل، اختبار الدم CA-125.
جولي تشرح حالتها
وبالعودة إلى جولي، وقيامها بعمليات جراحية وقائية بإزالة الثديين Mastectomy ثم إزالة المبيضين prophylactic oophorectomy، إذ تحمل جولي طفرة في جين BRCA1، ما يمنحها فرصة بنسبة 87 بالمئة للإصابة بسرطان الثدي وفرصة بنسبة 50 بالمئة للإصابة بسرطان المبيض.
وكتبت جولي في مقال في نيويورك تايمز عن تجربتها، بأنها اختارت إزالة ثدييها أولاً، لأن "خطر الإصابة بسرطان الثدي كان أعلى من خطر الإصابة بسرطان المبيض"، لكنها أشارت إلى أنها خططت لإجراء مزيد من الجراحة للوقاية من السرطان في مرحلة ما. وكتبت: "كنت أجهز نفسي جسديًا وعاطفيًا، وأناقش الخيارات مع الأطباء، وأجري أبحاثًا عن الطب البديل، ورسم خرائط هرموناتي للاستروجين أو استبدال البروجسترون، لكنني شعرت أنه لا يزال لدي أشهر لأحدد الموعد".
وتابعت: "ثم جاء الخوف من السرطان، أظهرت اختبارات الدم أن لديها علامات التهابية مرتفعة، وهو مؤشر محتمل على السرطان المبكر. لم تظهر الفحوصات والاختبارات الإضافية أي علامات على وجود ورم ، ولكن التجربة ساعدت في ترسيخ عزيمتي، لا يزال لدي خيار إزالة المبيضين وقناتي فالوب واخترت أن أفعل ذلك".
وأكدت جولي: "من المهم معرفة أن الجراحة ليست الخيار الوحيد للنساء اللواتي يحملن طفرة جينية لسرطان الثدي، قد تشمل الاستراتيجيات الوقائية تناول حبوب منع الحمل، أو إجراء فحوصات متكررة، أو إزالة قناتي فالوب فقط مع ترك المبايض". وجدت مراجعة علمية أجريت عام 2014 أن الرضاعة الطبيعية وربط الأنابيب قد تقلل أيضًا من خطر الإصابة بسرطان المبيض لدى النساء المصابات بطفرات جينية في سرطان الثدي.
نظرًا لأن النساء المصابات بطفرات BRCA1 أو BRCA2 معرضات أيضًا لخطر الإصابة بسرطان قناة فالوب، يوصي الخبراء عادةً بإزالة قناتي فالوب جنبًا إلى جنب مع المبايض (استئصال البوق والمبيض salpingo-oophorectomy، وهي الجراحة التي أجرتها جولي أيضا).