علوم

الصين تستعد للهبوط على كوكب المريخ!

الصين تستعد للهبوط على كوكب المريخ!

نجحت خمس مركبات متجولة Rovers في استكشاف سطح الكوكب الأحمر أي المريخ، ولكن بحلول الأسبوع المقبل قد يصل عددها إلى ستة، إذ تستعد المركبة الفضائية الصينية "تيانوين-1"  Tianwen-1 ، الموجودة حاليًا في مدار حول الكوكب الأحمر، لإنزال مركبة هبوط ومركبة جوالة "شورونغ" Zhurong  وهي اسم إله من الميثولوجيا الصينية على المريخ، وهي عبارة عن روبوت وبحسب إدارة الفضاء الوطنية الصينية أنه من المقرر أن تستهدف "زورونغ" منطقة "يوتوبيا بلانيتيا" Utopia Planitia وهي منطقة شاسعة في نصف الكرة الشمالي للكوكب الأحمر، في الفترة بين يومي 15 و19 أيار (مايو)، لتكمل المرحلة الأكثر خطورة من مهمتها التي استمرت عشرة أشهر.


وهي أول مهمة صينية إلى المريخ، وإذا نجحت ، فإنها ستجعلها الدولة الثالثة بعد روسيا والولايات المتحدة التي تهبط بمركبة فضائية على هذا الكوكب. يقول روبرتو أوروسي ، عالم الكواكب في معهد علم الفلك الإشعاعي في بولونيا في إيطاليا، إن المهمة "قفزة كبيرة بالنسبة للصين لأنهم يقومون في رحلة واحدة ما استغرقت ناسا  NASA عقودا من الزمن".


وتتضمن Tianwen-1 مركبة مدارية ومركبة هبوط ومركبة جوالة، مما يجعلها أول مهمة لإرسال العناصر الثلاثة إلى الكوكب في وقت واحد، وقد غادرت المركبة الفضائية الأرض في تموز (يوليو) 2020، ودخلت مدارها حول المريخ يوم 10 شباط (فبراير) من هذا العام بعد رحلة استمرت سبعة أشهر وما يقرب من 300 مليون ميل (475 مليون كيلومتر)، وفي مهمةٍ استكشافية للهبوط بمركبة على السطح واستكشاف علامات الحياة المحتملة، وذلك في خطوةٍ تاريخية تمثل أكثر مهام الفضاء السحيق طموحاً للصين حتى الآن.  


وقد سبق وصول المركبة الصينية مسبار الأمل الإماراتي يوم 9 شباط (فبراير)، وتبعتها مركبة بيرسيفيرانس Perseverance rover الأميركية في 18 شباط (فبراير).


من المعروف أن هبوط مركبة فضائية على سطح المريخ أمر صعب. إذ فشلت في الماضي مركبات فضائية روسية وأوروبية وأميركية في الهبوط على الكوكب الأحمر. كما فشلت نحو اثني عشر مركبات مدارية في الدخول في مدارٍ حول الكوكب، كما فشلت مركبةٌ مدارية صينية متجهة إلى المريخ في عام 2011،  في الخروج من مدار الأرض.  


وتُعتبر الولايات المتحدة الدولة الوحيدة التي هبطت بنجاح على سطح المريخ - ثماني مرات في الواقع، بدءاً من مهمتي فايكنغ في السبعينيات من القرن الماضي. وحالياً، تعمل مركبة هبوط ومركبة جوالة أميركية على سطح المريخ.  


وقد قضت المركبة الأشهر الماضية في عملية مسح لسطح الكوكب، لاختيار المكان الأفضل للهبوط، في يوتوبيا بلانيتيا Utopia Planitia، فهو سهل شاسع مليء بالصخور وقد هبطت فيه مركبة فايكنغ 2 الأميركية في العام 1976، وأن تكون بقعة خالية من الحفر والصخور الكبيرة، عندما يتم إجراء المحاولة، سيتعين على المهندسين الصينيين متابعة الأحداث بعد وقوعها، إذ تبلغ المسافة إلى المريخ 320 مليون كيلومتر، مما يعني أن الرسائل اللاسلكية تستغرق حوالي 18 دقيقة للوصول إلى الأرض، بحيث يتم إدارة كل مرحلة من مراحل هبوط المركبة للسطح بشكل مستقل، وباستخدام مظلة وصواريخ كابحة ووسائد هوائية.  


وفي اللحظة المختارة ، سيتم إطلاق العربة الجوالة، المغلفة بغطاء هوائي، من مركبة تيانوين المدارية حيث تهبط إلى أسفل، ويستخدم الروبوت Zhurong ذو الست عجلات كبسولة واقية ومظلة ومنصة صاروخية للهبوط، سوف يعمل الدرع الحراري الموجود على الكبسولة على إبطاء السقوط عن طريق الضغط على هواء المريخ، بعدها سيتم فتح مظلة بعد ذلك لتقليل السرعة أكثر، وفي الخطوة الأخيرة، سينفصل الروبوت عن مقعد يعمل بالطاقة الصاروخية للقيام بالمناورات التي تنقله إلى سطح المريخ.


ستكون مهمة المركبة البحث عن علامات الحياة على الكوكب ومنها المجهرية والقديمة، وستجمع عيناتٍ من سطح المريخ لإعادتها إلى الأرض في غضون عقد تقريباً أي في العام 2030.  


وفي مجال الفضاء، فقد أظهر برنامج الفضاء الصيني السري المرتبط بالجيش كفاءة كبيرة في الآونة الأخيرة في مساعيه الفضائية، وحقق سلسلةً من الإنجازات المثيرة للإعجاب، في كانون الأول (ديسمبر) من العام الماضي، أعادت الصين عيناتٍ قمرية إلى الأرض لأول مرة منذ سبعينيات القرن الماضي، وقد أصبحت الصين في العام 2019، أول دولة تهبط بمركبة فضائية على الجانب البعيد من القمر الذي لم يُستكشف كثيراً، كما وتقوم الصين ببناء محطة فضائية دائمة وتخطط لإطلاق مهمة قمرية مأهولة وبناء قاعدة بحثية دائمة على القمر.


المصادر: ناسا، Nature، ووكالات


 

الصين تستعد للهبوط على كوكب المريخ! 1
سوزان أبو سعيد ضو

سوزان أبو سعيد ضو

Managing Editor

ناشطة بيئية وصحافية متخصصة بالعلوم والبيئة

تابع كاتب المقال: