أيا كان الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سيواجه العقبات ذاتها التي واجهها ويواجهها الرئيس سعد الحريري، فالمسألة ليست بالشخص وإنما بالنهج، ومشكلة التيار الوطني الحر أنه يريد رئيس حكومة طيِّعاً إلى أقصى الحدود، أو بمعنى آخر (خيال صحرا)، أي أن المشكلة ليست فـي مَن يتولى تشكيل الحكومة وإنما في مَن يكون حاضرا لتنفيذ إملاءات رئيس التيار النائب جبران باسيل!
زِد على ذلك أن التيار البرتقالي بات مهجوسا باسم "الحريري"، ويناقض طروحاته في موضوع "الأقوياء" في طوائفهم"، وهذه بدعة أوصلت لبنان إلى الخراب، ويبدو في مكان ما أن مشكلة التيار مع الحريري تخطت إطارها السياسي إلى ما يشبه حالة عصبية أقرب ما تكون إلى "متلازمة" يصح تعريفها بـ "متلازمة الحريري"!
من هنا، يتأكد للقاصي والداني أن الأزمة طويلة، ناهيك عن هواجس باسيل المتعلقة بمرحلة ما بعد الرئيس ميشال عون، وكيف يمكنه الإطباق على الدولة حتى ولو أدى ذلك إلى خراب البصرة!