يحتفل المجتمع الدولي اليوم الإثنين 10 أيار (مايو) باليوم العالمي الأول لشجرة الأركان (الأرغان)، الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة وبإجماع 113 دولة الشهر الماضي، بعد اقتراح من المملكة المغربية للاحتفاء بهذه الشجرة المستوطنة في المغرب، وتثمينها كتراث ثقافي لا مادي للبشرية، ومصدر عريق للتنمية المستدامة، كما وصنفتها منظمة اليونسكو ضمن "الإرث الإنساني العالمي"، كما واعتبرتها منذ العام 1998 كمحمية طبيعية.
شجرة الأرغان (الأركان)
ووفقا لـ "وايكيبيديا" فالأركان أو الأَرجان أو الأرْغان أو الأرقان أو لوز البربر (الاسم العلمي: Argania spinosa)، والممثل الوحيد لهذا النوع من الأشجار، وتنتمي إلى فصيلة الأشجار الصنوبرية، وهي تعمّر مئات السنوات، وهي شجرة نادرة للغاية، وهي ذات جذع قصير وفروع كثيفة، وتتواجد بكثرة بجنوب المغرب وخصوصا بمنطقة سوس وبعض مناطق الجزائر في تندوف وجهات من مستغانم، وكذلك بفلسطين المحتلة حيث جلبها المهاجرون اليهود المغاربة وزرعوها في صحراء النقب ووادي عربة، وتتميز هذه الشجرة بزيتها الذي هو من أندر أنواع الزيوت في العالم لكثرة فوائده، والذي يتم تصديره لعدد من دول العالم، حيث يستخدم لعلاج أمراض عديدة، بجانب فوائده التجميلية.
زيت الأرغان
يستخرج من بذور الأرغان نوعان من الزيوت، أحدهما داكن يستخدم للغذاء ويرجع هذا اللون الداكن إلى تحميص لوز شجر الأركان قبل أن يتم استخلاص الزيت منه، وذهبي يستعمل في مستحضرات التجميل، حيث يجري استخلاص الزيت من لوز شجر الأركان دون تحميص، فإنه يستعمل كمركب مهم في الصناعات التجميلية الراقية، ويعتبر أغلى قيمة من النوع الأول لكثرة الطلب عليه.
ومن فوائد زيت الأرغان المخصص لأغراض الغذاء، أنه يحتوي على نسبة عالية من الأحماض الدهنية مثل حمض اللينوليك والذي يساعد الجلد المعرض لحب الشباب Acne، ويقلل من العوامل الالتهابية، ويزيد من مستويات ترطيب البشرة، وحمض الأوليك الذي يمكن أن يحسن نفاذية البشرة ويساعد المكونات الأخرى على اختراق الجلد بسهولة أكبر، بالإضافة لاحتوائه على كمية من مضادات الأكسدة وعلى أحماض أوميغا 6 الدهنية والفيتامين أ (Vitamin A) وفيتامين ه (Vitamin E).
أما فوائد زيت الأرغان التجميلي، فقد استخدم منذ القدم من قبل النساء الأمازيغيات كمرطب للبشرة الجافة، وذلك لاحتوائه على أحماض دهنية أساسية مفيدة للبشرة وللتخلص منجفاف البشرة، ، مثل الأوميغا-6، الأوميغا-9 وهو غني مضادات الأكسدة لذا يفيد كمضاد للتجاعيد وفي مستحضرات التجميل يستعمل زيت الأركان كعلاح لحب الشباب، مضاد للصدفية، مضاد لاحمرار الجلد.
أبعاد ثلاثية
أما عن اختيار يوم 10 أيار (مايو) وهو تاريخ نضج ثمار الشجرة، حيث يصار إلى استخداماتها المختلفة، كما أوضح الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، السفير عمر هلال، في تصريح لوسائل إعلام مغربية، حول أهمية ثمار هذه الشجرة وقال: يحمل هذا القرار ثلاثة أبعاد، الأول وطني، ويجسد رؤية الملك لروية المخطط الأخضر ومن أجل الأمن الغذائي وتثمين شجرة الأركان، والبعد الثاني هو اعتراف بمكانة المرأة، فيما يتعلق بمجهودات المغرب، عن طريق التمكين المالي والمهني للمرأة. أما البعد الثالث، فالإعلان عن يوم عالمي للاحتفال بشجرة الأركان يعتبر تجسيدا لارتباط المملكة بهذه الشجرة واهمتمام المملكة بتجويد منتوجها".
ويرى هلال، أن "حماية هذا التراث الثقافي تندرج في صميم أولويات المملكة المغربية، فيما يأتي هذا الاحتفاء باليوم العالمي لشجرة الأركان لتكريس جهود المملكة في هذا المجال، كما يشكل دعوة لتقاسم المعارف حول هذه الشجرة المباركة والاحتفال بها كرافعة للتنمية السوسيو اقتصادية المستدامة".
ثروة إنسانية
ويعتبر الأرغان ثروة إنسانية بجميع المقاييس، وإيلاء تراث الشجرة الثقافي مهم بقدر قيمتها الإقتصادية والبيئية، فقد نظم حول زيت الأرغان الكثير من الأهازيج الشعبية والقصائد، التي تصف مراحل إنتاجه، وكذلك فإن شجرة الأرغان معمرة وتعيش لمئات السنين، وعملية استخلاص الزيت تتم على أيدي النساء، ما يساهم بدخل يمنحهن نوعا من الإستقلالية، فضلا عما يدره للإقتصاد المغربي من عملة صعبة، إذ تصل واردات المغرب من هذا الزيت أكثر من5300 طنا، حيث يقدر الإنتاج العالمي بـ 19623 طنا، ويصل سعر الليتر إلى 3 آلاف يورو، وتساهم إنتاجية هذه الشجرة في تحسين مستوى معيشة حوالي 3.5 ملايين نسمة يعيشون في المناطق التي تضم هذا النوع من الأشجار، أغلبها في المناطق القروية.
تعديات ومخاطر
بالإضافة إلى التغيرات المناخية، يطاول شجر الأركان العديد من التحديات، منها الرعي الجائر، واستخدام أخشابه لأغراض التدفئة، ولإنتاج الفحم، وفي العام 1999 أصبحت غابة الأركان محمية طبيعية من قبل اليونسكو وتم حظر الاستغلال المفرط لزيت الأركان بشكل صارم، ويتم حمايتها حاليا من خلال ممارسات الحصاد المستدامة وجهود إعادة التحريج الجدية.