لم يكن حظ 29 دولة هي الأفقر في العالم، إلا 1 بالمئة من اللقاحات وفق إحصاءات أخيرة، وهو ما يثبت عدم العدالة في توزيع اللقاحات، التي حذر منها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في شهر شباط (الماضي)، ما دعا بابا الفاتيكان فرانسيس إلى وصف هذا بقوله إن "العالم مصاب بـفيروس الفردية، مع إعلاء قوانين الملكية الفكرية على الحب وصحة الإنسانية "، معربا عن دعمه التنازل عن براءات اختراع لقاحات فيروس كورونا لتعزيز إمداد الدول الفقيرة باللقاحات، وهو ما تدعمه الأمم المتحدة أيضا.
من جهته، دعا الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الولايات المتحدة إلى التخلي عن قيودها المفروضة على تصدير لقاحات كوفيد 19 ومكوناتها.
وجاء كلام الرئيس الفرنسي مساء أمس السبت، خلال اجتماع افتراضي في البرتغال مع زعماء دول أوروبية، في الوقت الذي نشب خلاف بين أجزاء من أوروبا والولايات المتحدة حول أفضل السبل لزيادة إنتاج لقاحات كورونا، إذ جرى توزيع حوالي 1.25 مليار جرعة في الوقت الحالي حول العالم، ولم تحصل 29 دولة هي الأفقر في العالم إلا على 1 بالمئة منها وفقا لوكالة فرانس برس، وقد أكد ماكرون أن "مفتاح إنتاج اللقاحات بسرعة أكبر لجميع الدول الفقيرة أو الدول المتوسطة هو إنتاج المزيد"، وأن "زيادة الصادرات والإنتاج هو أفضل طريقة لحل الأزمة"، داعيا الولايات المتحدة الأميركية إلى "وضع حد لحظر التصدير ليس فقط على اللقاحات ولكن على مكونات اللقاح التي تمنع الإنتاج".
وكان ماكرون قد أشار في وقت سابق إلى أن كافة اللقاحات المنتجة في الولايات المتحدة الأميركية مخصصة للسوق الأميركية.
من جهتها، أعربت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، بالإضافة إلى ألمانيا عن معارضتهما للتنازل، وقالت فون دير لاين للصحفيين إن التنازل عن براءات اختراع للملكية الفكرية "لن يجلب جرعة واحدة من اللقاح على المديين القصير والمتوسط"، وقالت ألمانيا إن براءات الاختراع ليست هي التي تعيق الإنتاج".
في حين أشار آخرون إلى أن السبب بعدم التنازل عن الملكية الفكرية، إذ يرى البعض أنها تجرد شركات تطوير الأدوية المتطورة من أرباحها المالية
وأوضحت شركة بايونتيك الألمانية، التي دخلت في شراكة مع شركة فايزر، إن التحقق من سلامة واستعداد مواقع الإنتاج لإنتاج لقاحها قد يستغرق ما يصل إلى عام.
وقد سجلت الهند على سبيل المثال، 4 آلاف حالة وفاة خلال الـ 24 ساعة ماضية، في أكبر موجة للوباء تواجهها الهند، وقد دعت الهند إضافة إلى جنوب أفريقيا إلى التنازل عن براءات الاختراع سيعني إطلاق وصفات اللقاح السرية حتى تتمكن الدول الأخرى من البدء في إنتاج اللقاحات المنقذة للحياة، وربما خفض التكلفة.
عن فرانس برس، BBC بتصرف.
