صار التحالف القائم بين التيار الوطني الحر وحزب الله عبئا على حلفاء الأخير، ولا سيما حركة أمل ورئيس مجلس النواب نبيه بري، فالتحالف الذي انطلق بورقة تفاهم "مار مخايل" بات يمثل اليوم إطارا فاضحا في المشهد السياسي الداخلي مع استمرار انهيار الدولة، خصوصا وأن هذا "التفاهم" ترتبت عليه نتائج تعطيلية لمسيرة الدولة، ساهمت في تأزيم الأوضاع كافة، من السياسة إلى الاقتصاد وصولا إلى ما نشهد اليوم من استحقاقات تستهدف لبنان كدولة وكيان.

أصبح "تفاهم مار مخايل" اليوم وبعد أكثر من عشر سنوات على توقيعه عامل تهديد للثنائية الشيعية (أمل – حزب الله)، وما كشفت عنه معلومات صحافية أن الرئيس برّي بعث برسالة إلى حزب الله بأنّه في حال أراد الحزب الاستمرار بدعم باسيل وسياسته، فهو مضطر للذهاب مع الحريري والمردة إلى المعارضة، قد لا يكون دقيقا 100 بالمئة، لكن يعكس جانبا من الأزمة، حتى أن حزب الله بات متفهما لهواجس الحلفاء والخصوم.

ويعلم حزب الله أيضا أن مجمل النسيج السياسي اللبناني (موالاة ومعارضة) يدعم الرئيس المكلف سعد الحريري في مواجهة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس التيار جبران باسيل، ولا يختلف موقف "الحزب" كذلك في دعم الحريري وعدم تكرار تجربة حكومة حسان دياب.

حيال ذلك، قد تشهد الساحة الداخلية جملة من المتغيرات في الأيام والأسابيع المقبلة، فيما يبقى ثمة سؤال حاضر: ما هي خيارات حزب الله الداخلية اليوم؟ وإذا كان الرئيس بري قد حزم أمره في مواجهة باسيل وعون، فأين يتموضع حزب الله؟!