info@zawayamedia.com
لبنان

يوم فرنسا أمس لم يكن حنونا... عقوبات جماعية إن طُيِّرت الانتخابات النيابية

يوم فرنسا أمس لم يكن حنونا... عقوبات جماعية إن طُيِّرت الانتخابات النيابية

لم يكن يوم فرنسا أمس "حنونا" كما توقعه البعض وبنى عليه الآخر آمالاً حلقت على الطائرة التي استقلها وزير الخارجية جان إيف لودريان من مطار رفيق الحريري من دون أن يدلي بأي تصريح . حتى العصا التي افترض البعض أنها ستسبق وصوله لم تهتز في وجه المنظومة السياسية، ولم يبق من زبدة الزيارة إلا اللقاء الذي جمعه ومجموعات الثورة والحراك الشعبي المعارض واستمر اللقاء حوالى الساعتين بعدما كان مقررا بحسب جدول برنامج الزيارة بالساعة والنصف. في حين اقتصر اللقاء مع رئيس الجمهورية على 25 دقيقة وحوالى 37 دقيقة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري.


مصادر شاركت في لقاء قصر الصنوبر مع مجموعات الحراك الشعبي المعارض  كشفت لـ"المركزية" أن لودريان كان قليل الكلام ومستمعا أكثر منه محاضرا وهذا ما فرض تمديد وقت اللقاء. وبدا الممثلون عن القوى المعارضة والمجتمع المدني أكثر انسجاما وثقة بالنفس مما لفت انتباه لودريان ودفعه إلى التعبير عن ذلك في التعويل على دورهم بالتغيير المنشود. ولفتت المصادر الى أن لودريان أكد أنه في حال تأجيل الإنتخابات النيابية ستعمل فرنسا على حشد المجتمع الدولي لمنع تأجيلها مع التأكيد على جدية احترام المواعيد الدستورية. 


وعن تبدل خارطة المبادرة الفرنسية من عقدة تشكيل الحكومة إلى الإنتخابات النيابية تقول المصادر أن الفرنسيين كما المجتمع الدولي فقدوا الأمل من كل المنظومة السياسية الحالية لذلك تحولت بوصلة الرهانات على صناديق الإقتراع التي ستفرز أصوات التغيير المنشود من خلال مجموعات الحراك المعارض. وافادت المصادر "المركزية" إن لقاء لودريان مع الرئيس المكلف سعد الحريري في السفارة الفرنسية بعيدا من الإعلام، إنما يعكس عدم الرضى الفرنسي على السياسة التي ينتهجها. حتى بروتوكليا تضيف المعلومات  جاءت ضد مصلحته لأنه كان يفترض أن يزوره لودريان في بيت الوسط وليس العكس. 


وفي مسألة المشاركين في اللقاء أشارت المصادر الى أن الفرنسيين "اشتغلوا" على غربلتها وشمل الحضور أعضاء في جبهة المعارضة اللبنانية التي سيعلن عن إطلاقها في 23 أيار الجاري وهم رئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميل ورئيس حركة الإستقلال ميشال معوض ونعمة افرام وممثلون عن عامية 17 تشرين. وضم التحالف الثاني الذي اطلق على نفسه إسم 13 نيسان ممثلين عن الكتلة الوطنية وبيروت مدينتي ومسيرة وطن ومواطنون ومواطنات . اما غياب كل من شربل نحاس والحزب الشيوعي فجاء  بحسب المصادر، بناء على طلب من حزب الله "الذي يدورون في فلكه".  في حين اعتذر النائب أسامة سعد لعدم رضى "جماعته" على مشاركته رغم ان المحاولات استمرت حتى الاولى بعد ظهر الخميس، فلم يحضر حفاظا على الإطار الديمقراطي.


الورقة "المومنتوم" التي توافقت عليها مجموعات الحراك الشعبي المعارض ورفعتها إلى لودريان تميزت بسقفها السياسي العالي جدا بحسب المصادر، لا سيما في مسألة سلاح حزب الله والسيادة وتموضع لبنان الإقليمي والدولي وموضوع الحدود والتهريب وحماية الديمقراطية والأفراد المعارضين للمنظومة السياسية ويعمل على ترجمتها لنشرها لاحقا. وهنا بادر لودريان قائلا:" التغيير يمر عبركم خوضوا الإنتخابات النيابية للوصول إلى التغيير المنشود". وتشير المصادر إلى أن البرنامج الذي وضعته مجموعات الحراك يسمح بتشكيل لوائح معارضة موحدة على مساحة الوطن . أما لجهة إمكانية تأجيل الإنتخابات أو تطييرها تقول المصادر أن لودريان كان واضحا خلال اللقاء في كلامه عن فرض عقوبات قاسية في حال تأجيلها أو تطييرها وهذه المرة لن تكون إفرادية إنما ستشمل كل نواب المجلس إضافة إلى عزل الطبقة السياسية ووقف المساعدات.


عنوان واحد فرضته أجواء زيارة لودريان إلى لبنان تحول المبادرة الفرنسية من تشكيل حكومة إلى إجراء الإنتخابات النيابية في موعدها، بعدما بات الفرنسيون كما المجتمع الدولي على قناعة بأن لا سياسة العصا ولا الجزرة تنفع مع هذه المنظومة السياسية. وإذا ما تشكلت حكومة غدا أو بعد أسابيع لن تكون إلا حكومة  إنتخابات وليس إصلاحات. وختمت المصادر أن لودريان تمنى على مجموعات الحراك عدم إثارة موضوع قانون الإنتخابات لعدم فتح المجال أمام المنظومة السياسية للتلطي وراء هذه الحجة. وعليه ستجرى الإنتخابات وفق القانون الحالي".


وكالة الأنباء المركزية

"زوايا ميديا"

قسم التحرير

تابع كاتب المقال: