ذكر بيان لوزارة الصحة القطرية أن نتائج دراسة بحثية أجراها باحثون ومشاركون من مؤسسات قطاع الرعاية الصحية ومؤسسات بحثية في دولة قطرأظهرت أن التطعيم ضد كوفيد-19 في دولة قطر فعال للغاية في الوقاية من الإصابة بحالة مرضية شديدة بسبب العدوى بالسلالة البريطانية أو السلالة الجنوب أفريقية من فيروس كورونا (كوفيد-19).
وفي هذا المجال، غردت الباحثة في البيولوجيا الجزيئية والعلوم السرطانية الدكتورة أصالة لمع عبر صفحتها على موقع التواصل الإجتماعي "تويتر" وكتبت لمع "أخبار رائعة من نتائج على أرض الواقع في قطر شملت ٢٦٥٠٠٠ شخص! لقاح فايزر فعّال ضد المتحور البريطاني (89 بالمئة) والمتحور الجنوب أفريقي (75 بالمئة)!! الحماية عموماً ضد المرض الشديد والوفيات وصلت الى 97.4 بالمئة!اللقاحات تعمل، وهي طريقنا الوحيد للخروج من الجائحة".
وجاء في بيان الوزارة "وقد نُشرت هذه الدراسة البحثية مؤخراً في مجلة " نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسين" The New Journal of Medicine العلمية المرموقة بتاريخ 5 أيار (مايو) 2021، وهي مجلة طبية مرموقة تُعد من أعرق المجلات الطبية وأكثرها شهرة في العالم، وتم خلال الدراسة تحليل مجموعة واسعة من البيانات الإكلينيكية المسجلة خلال الفترة من 1 شباط (فبراير) إلى 31 آذار (مارس) 2021 والتي تم جمعها من قواعد البيانات الوطنية الخاصة بجائحة كوفيد-19 في مؤسسة حمد الطبية، بما في ذلك البيانات الخاصة بالتطعيم، ونتائج فحوصات الأجسام المضادة وفحوصات الـ PCR، والبيانات الخاصة بحالات الإدخال للمستشفيات نتيجة الإصابة بكوفيد-19 والبيانات الخاصة بشدة العدوى.
من جانبه تحدث البروفيسور ليث أبو رداد، أستاذ وبائيات الأمراض المعدية في كلية طب وايل كورنيل – قطر التابعة لمؤسسة قطر والباحث الرئيسي في هذه الدراسة البحثية عن أهمية نتائجها وقال: "في مطلع هذا العام، بدأت أعداد حالات الإصابة الجديدة بفيروس كورونا (كوفيد-19) المسجلة يومياً في دولة قطر في التزايد تدريجياً، وقد استمر هذا الاتجاه التصاعدي حتى منتصف شهر نيسان (إبريل). كانت هذه الأعداد المتزايدة مدفوعة إلى حد كبير بوصول السلالات الجديدة من الفيروس إلى المجتمع المحلي، بدايةً بالسلالة البريطانية، ثم السلالة الجنوب أفريقية. وعلى الرغم من أن التجارب السريرية المكثفة التي أجريت على لقاحي "فايزر وبيونتيك" و"موديرنا" أثبتت أن هذين اللقاحين فعالان بنسبة 95 بالمئة في منع الإصابة بالعدوى بالسلالة الأصلية من كوفيد-19 المصحوبة بأعراض، إلا أنه كان هناك نقص في الأدلة الإكلينيكية حول ما إذا كانت هذه اللقاحات فعالة ضد السلالات الجديدة من الفيروس".
وأضاف البروفيسور أبو رداد: "تُعد نتائج دراستنا مشجعة للغاية، حيث تظهر أنه بالنسبة للأشخاص الذين تلقوا كامل التطعيم بجرعتي اللقاح - وبعد مرور 14 يوماً على تلقي الجرعة الثانية من اللقاح – فقد كان التطعيم فعالاً بنسبة 89.5 بالمئة في الوقاية من العدوى بالسلالة البريطانية من الفيروس، وبنسبة 75 بالمئة في الوقاية من العدوى بالسلالة الجنوب أفريقية من الفيروس".
بدورها قالت السيدة/ هيام شميطلي، أخصائي أول علم الوبائيات في وايل كورنيل للطب – قطر وباحث رئيسي في الدراسة: "الأمر الأكثر أهمية هو أن دراستنا قد خلصت إلى أن التطعيم فعال بنسبة 97.4 بالمئة في الوقاية من الإصابة بحالة مرضية شديدة أو حرجة أو الوفاة بسبب الإصابة بالسلالة البريطانية أو الجنوب إفريقية من فيروس كورونا (كوفيد-19)، حيث قدم التطعيم حماية قوية تسهم في الوقاية من الدخول للمستشفى أو الوفاة بسبب كوفيد-19 ، بغض النظر عن نوع سلالة الفيروس".
وقد شهدت الدراسة البحثية مشاركة مجموعة من الباحثين والمتعاونين من كل من وزارة الصحة العامة، ومؤسسة حمد الطبية، ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية، وسدرة للطب، ووايل كورنيل للطب – قطر، وجامعة قطر، ويأتي نشر هذه الدراسة تزامناً مع تلقي 50 بالمئة تقريباً من البالغين في دولة قطر التطعيم بجرعة واحدة على الأقل من لقاح كوفيد-19 من خلال البرنامج الوطني للتطعيم ضد كوفيد-19 في دولة قطر.
بدوره أوضح الدكتور عبد اللطيف الخال، رئيس المجموعة الاستراتيجية الوطنية للتصدي لفيروس كوفيد-19 ورئيس قسم الأمراض المعدية بمؤسسة حمد الطبية وأحد الباحثين المشاركين بالدراسة، أن نتائج هذه الدراسة البحثية كانت بمثابة خبر جيد حيث أنها تثبت فعالية اللقاحات، وقال: "نعلم أن السلالة البريطانية والسلالة الجنوب أفريقية من فيروس كوفيد-19 أكثر قابلية للانتقال وتسبب أعراضاً أكثر حدة للمصابين بالمقارنة مع السلالة الأصلية التي انتشرت العام الماضي، ولذلك فإن وجود لقاحات ثبتت فعاليتها ضد هذه السلالات يُعد أمراً بالغ الأهمية. تُعد جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19) أكبر تحدي واجهه العالم على مستوى الصحة العامة على مدار عدة عقود حيث أثّرت هذه الجائحة على جميع دول العالم تقريباً ولمدة تجاوزت العام. إن توفر اللقاحات على مستوى العالم يمنحنا الأمل في العودة إلى الحياة الطبيعية، وستسهم هذه الدراسة البحثية المشتركة التي أثبتت أن اللقاحات فعالة للغاية في الوقاية من العدوى الشديدة في طمأنة أفراد المجتمع في دولة قطر وحول العالم".
وقال البروفيسور أديل بات، مدير وحدة أبحاث الوبائيات السريرية بمؤسسة حمد الطبية وباحث أول في الدراسة: "تظهر النتائج التي توصلنا إليها أن اللقاحات توفر مستويات عالية من الحماية من المرض الشديد، وليس ذلك فحسب، بل يمكن أن تسهم اللقاحات أيضاً بشكل كبير في منع التقاط العدوى بفيروس كوفيد-19. وعلى الرغم من أن اللقاحات قد تكون أقل فعالية في الوقاية من السلالة الجنوب أفريقية من الفيروس إلا أن انخفاض الحماية من العدوى لم يؤدي إلى انخفاض الحماية التي يوفرها اللقاح من الأعراض الشديدة والإصابة بحالة مرضية حادة. لا يوجد على الإطلاق لقاح فعال بنسبة 100 بالمئة، إلا أن معدلات الفعالية التي يوفرها التطعيم ضد كوفيد-19 تعتبر مرتفعة للغاية وتقدم لنا أسباباً إضافية للاعتقاد بأنه يمكننا الانتصار في المعركة ضد كوفيد-19 والعودة إلى حياتنا الطبيعية".