منذ سبعينيات القرن الماضي كان في لبنان وسيلة نقل رخيصة لأصحاب المصالح، يطلق عليها إسم "طرازينا"، فيما كان المواطنون العاديون قادرين على تقسيط سيارة من الشركة لا يتعدى ثمنها الأربعة آلاف ليرة يومها، والـ "طرازينا" هي نفسها الـ "توك توك" وفقا للتسمية المصرية.
في تلك الفترة، أي قبل الحرب الأهلية، كان ثمة "ترامواي" بيروت، و"نقليات الأحدب" بأسطولها الكبير، وقطارات ومحطات من الساحل إلى الجبل والبقاع ومنه إلى بلاد الله الواسعة، وكان ثمة من يزورون القدس ويعودون منها بهدايا تذكارية، قبل الهزيمة (ليست نكسة) 1967، وكانت "المرسيدس 180" ومن بعدها الـ 190 سيارة "التاكسي" الفارهة وفق ذلك الزمن.
لم تُستخدم الـ "طرازينا" أو الـ "توك توك" إلا من قبل موزعي الغاز وقتذاك، أو أصحاب المصالح الصغيرة، لم يقتنِ مواطن يوما "توك توك"، ولا استُخدم مرة كوسيلة نقل، كانت ثمة بحبوحة، وصفيحة البنزين بنحو ستة آلاف ليرة، كان عهد رخاء، لا شي تغير منذ ذلك الوقت إلا التبدل في أحرف "الرخاء"، المفردة ذاتها ولكن باستخدام أحرفها وفقا للحالة التي يعيشها اللبنانيون اليوم!
ويبدو أن عودة الـ "توك توك" إلى لبنان ممر إلزامي قبل الولوج إلى الحالة الفنزويلية، وهو أيضا من موجبات "الممانعة" حتى تحرير القدس والأراضي العربية المحتلة في ارض فلسطين، ومن ثم نعود لتحرير لواء الإسكندرون من تركيا، قبل أن نتفرغ كليا للعودة من جديد إلى الأندلس!