سمح الاتحاد الأوروبي، أول أمس الثلاثاء، للمرة الأولى بطرح نوع من الحشرات في الأسواق للاستهلاك الغذائي، في خطوة قال إنها تدعم "الانتقال إلى نظام غذائي أكثر استدامة"، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وكانت الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية خلصت في منتصف كانون الثاني (يناير) إلى إمكان استهلاك حشرات تُعرف باسم خنافس الدقيق من دون خطر على صحة الإنسان، "سواء على شكل حشرة كاملة مجففة أو مسحوق".
وإثر هذه الموافقة، أعلنت المفوضية الأوروبية، وهي السلطة التنفيذية في الاتحاد، أمس الأول الثلاثاء، أن الدول الأعضاء الـ 27 وافقت على اقتراحها "بالسماح باستخدام خنافس الدقيق المجففة كنوع غذائي جديد"، لافتة إلى أن هذه الخنافس يمكن استخدامها "كحشرة مجففة كاملة على شكل وجبة خفيفة أو كمكون لنوع من المنتجات الغذائية، على شكل مسحوق في منتجات غنية بالبروتينات أو في البسكويت أو الباستا".
ويمكن للمنتجات المصنعة من الحشرات (وهي غنية بالبروتينات والمعادن والفيتامينات والألياف والأحماض الدهنية الصحية من نوع أوميغا 6 وأوميغا 3)، أن تساعد في الوقاية من النقص في المغذيات، وفق شركات عاملة في القطاع.
وتصف منظمة الأغذية والزراعة في الأمم المتحدة FAO هذه الحشرات بأنها "مصدر غذائي سليم ومغذ جداً".
وأوضحت المفوضية الأوروبية أن هذه الحشرات يمكن أن تشكل "مصدراً بديلاً للبروتينات لدعم مسار الانتقال نحو نظام غذائي أكثر استدامة"، في ظل البصمة البيئية المحدودة لها مقارنة مع المصادر البروتينية الأخرى.
وكانت حشرات طُرحت قبلا في الأسواق الأوروبية، خصوصاً في متاجر المنتجات العضوية، لأن بعض البلدان تعتبر أنها غير مشمولة بتشريع أوروبي سابق بشأن "الأطعمة الجديدة" التي تستلزم موافقة من المفوضية الأوروبية على بيعها، غير إن التشريع الحالي المعتمد منذ 2018 يعتبر صراحة الحشرات على أنها أطعمة، وهي تخضع لشرط الاستحصال على إذن لطرحها في الأسواق.
وتشير التقديرات إلى أن ملايين الأشخاص يستهلكون في غذائهم نحو ألف نوع من الحشرات في أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية. لكن مواقع تربية الحشرات في الاتحاد الأوروبي والتي تنتج بضعة آلاف من الأطنان سنوياً، تُستخدم خصوصاً لإطعام الحيوانات خصوصاً الأسماك.
وقالت الـ AFP إالإذن الأوروبي سيصبح رسمياً في غترة ليست ببعيدة، وربما "في الأسابيع المقبلة".