يتجاوز أثر أي كل طعام نأكله على أجسامنا، لجهة إمدادنا بالوقود فحسب، بل على سبيل المثال، يتم هضم الكربوهيدرات وتقسيمها إلى جلوكوز (أو سكر الدم) ثم استخدامها كوقود في خلايانا، نظرًا لأن الكربوهيدرات هي المصدر الرئيسي للطاقة في الجسم، يأتي هرمون يسمى الأنسولين لفتح باب خلايانا والسماح بدخول الجلوكوز لتغذيتها. مع تغذية المزيد من الخلايا ، يبقى جلوكوز أقل في دمنا. هذا عندما يعمل كل شيء بشكل جيد، لكن عندما يحصل نوع من الخلل، فإن السكر في الدم يرتفع، ما يمكن أن يؤدي مع الوقت لمتلازمة الأيضmetabolic syndrome وداء السكري، فكيف تسيطر على مستوى السكر في الدم بعد الأكل ، وخصوصا تناول وجبة تحتوي الكربوهيدرات؟
في هذا المجال، ولتوضيح الأمر، فلا يتم استخدام جميع الكربوهيدرات من قبل الجسم بالطريقة نفسها، فالكربوهيدرات البسيطة Simple مثل السكر تتفكك بسرعة لأنها تأتي في حزم من جزيئات أقصر، واستقلابها metabolism في الجسم يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع نسبة الجلوكوز في الدم، مما يمنح الجسم دفعة من الطاقة، تسمى غالبًا اندفاع السكر أو ارتفاع السكر. وتوجد الكربوهيدرات البسيطة في الحلويات والأطعمة المصنعة والحلوى والمشروبات الغازية، لكن الأطعمة المغذية النباتية الكاملة مثل الفواكه والخضروات يمكن أن تحتوي أيضًا بشكل طبيعي على الكربوهيدرات، ولكن معظمها يتكون من الكربوهيدرات الصحية التي تسمى الكربوهيدرات المعقدة Complex.
عندما تأكل الكربوهيدرات الكاملة، يستغرق جسمك وقتًا أطول للحصول على الوقود، والكربوهيدرات المعقدة أكثر تعقيدًا بمعنى أنها تتكون من جزيئات أطول، فهي تتكون من مجموعات من السكريات البسيطة مترابطة معًا، مما يستغرق وقتًا أطول في تفكيك الجهاز الهضمي لها، نظرًا لأن عملية الهضم تستغرق وقتًا أطول ، فإن الكربوهيدرات المعقدة تزيد بشكل تدريجي من نسبة السكر في الدم، بدلاً من ارتفاعه دفعة واحدة، هذا يخلق تدفقا أطول وأكثر ديمومة للطاقة. تندرج معظم الفواكه والخضروات ضمن فئة الكربوهيدرات المعقدة ، جنبًا إلى جنب مع الأطعمة مثل البقوليات والمعكرونة والخبز.
أظهر بحث جديد أنه حتى عند تناول الكربوهيدرات كجزء من الوجبة، يمكنك منع ارتفاع نسبة السكر في الدم ، ولكن بحيلة بسيطة! وذلك عن طريق إضافة خضار السلطة إلى طبقك.
ما الذي يسبب ارتفاع السكر في الدم وهل هي ضارة؟
يجب أن يقوم الأفراد المصابون بحالة ما قبل السكري prediabetic أو مرضى السكري بفحص مستوى الجلوكوز في الدم باستمرار، وتحدث هذه الحالة إما أنهم لا ينتجون ما يكفي من الأنسولين أو أنهم يعانون مما يسمى بـ "مقاومة الأنسولين" Insulin resistance. يحدث هذا عندما لا يستجيب جسمك جيدًا للأنسولي ، مما يمنع السكر من دخول الخلايا لاستخدامه كوقود. يؤدي هذا إلى بقاء نسبة السكر في الدم مرتفعة.
عندما تعاني من ارتفاع السكر في الدم ، يمكن أن يبدأ بمرور الوقت في إتلاف الأوعية الدموية مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية وأمراض الكلى ومشاكل الرؤية وحتى مشاكل الأعصاب، إذن ماذا عن الأشخاص غير المصابين بمرض السكري؟ هل ارتفاع السكر في الدم سيء؟ الجواب السريع هو نعم.
يمكن أن يؤدي ارتفاع نسبة السكر في الدم بعد الأكل (postprandial blood sugar) إلى الإجهاد التأكسدي، مما يزيد من عوامل الالتهاب، ويضر بالأوعية الدموية، ويزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية حتى في الأشخاص غير المصابين بالسكري. اقترحت دراسة أجريت عام 2018 نُشرت في PLOS Biologyأن الأشخاص الذين يميلون إلى أن تكون مستويات السكر في الدم "طبيعية" لا يزال بإمكانهم امتلاك أنماط من مستويات السكر في الدم تزيد من خطر تعرضهم للإصابة بما قبل السكري أو السكري في المستقبل.
في الدراسة ، قاس الباحثون كيف تغيرت نسب السكر في الدم للمشاركين في الدراسة وعلى مدار اليوم بدلاً من استخدام اختبارين شائعين لسكر الدم - سكر الدم الصائم Fasting Blood Sugar و HbA1c ، وهو قياس متوسط مستوى السكر في الدم على مدى ثلاثة أشهر. ووجدت النتائج أن واحدًا من كل أربعة مشاركين تقريبًا كان لديه ارتفاع في نسبة السكر في الدم بعد الوجبة، والذي يقع في نطاق مرضى السكري أو ما قبل السكري، على الرغم من أنهم عادة ما يكونون طبيعيين في اختبارات سكر الدم "الشائعة".
كانت النتيجة من هذه الدراسة أن إجمالي عدد الكربوهيدرات لم يكن السبب في ارتفاع نسبة السكر في الدم ، بل مزيجًا من الأشياء، على سبيل المثال، عند تناول وجبة من الحبوب Cereals والحليب (54 جرامًا من الكربوهيدرات)، أو شطيرة زبدة الفول السوداني (51 جرامًا من الكربوهيدرات) ، فإن 80 بالمئة من أولئك الذين تناولوا الحبوب والحليب و أدى إلى ارتفاع في نسبة السكر في الدم مما يضع الشخص في نطاق ما قبل السكري.
لماذا تعتبر الألياف مفيدة للغاية وكيف يمكن أن تحافظ على ثبات نسبة السكر في الدم
فكر في الألياف على أنها من المواد التي تدخل جسمك وتجعلك تشعر بالإمتلاء والشبع، لكنها تحافظ على استقرار نسبة السكر في الدم، إنه نوع من الكربوهيدرات لا يمكن هضمه ويساعد في تنظيم كيفية استخدام الجسم للسكر. تجده في الكثير من أطعمة الكربوهيدرات المعقدة بما في ذلك الحبوب الكاملة والفواكه والخضروات والبقوليات والمكسرات.
توصلت دراسة حديثة أجريت عام 2021 ونشرت في مجلة Recent Patents on Food, Nutrition & Agriculture المرموقة إلى أن محتوى الألياف من خضروات السلطة مفيد في الحفاظ على معدلات الجلوكوز من الارتفاع الشديد بعد الوجبات، اختبر الباحثون أنواع مختلفة من الخس، وجدت النتائج أن محتوى الألياف في الخس يثبط إنزيمات معينة مهمة في تكسير الكربوهيدرات. عندما يتم تثبيط هذه الإنزيمات ، ينخفض معدل ومدى امتصاص الجلوكوز، مما يمنع ارتفاع السكر في الدم ، لذلك يبقى سكر الدم منخفضًا.
بالخلاصة، على الرغم من الحاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث حول الدراسات البشرية كون الدراسة السابقة أجريت في المختبر، فلا يوجد شيء ضار حول إضافة سلطة خضراء ورقية إلى وجبتك للمساعدة في الحفاظ على استقرار نسبة السكر في الدم. والأفضل من ذلك ، قم بتحويل السلطة إلى وجبة كاملة بإضافة الدهون الصحية من زيت الزيتون والمكسرات والبذور والبروتين من الفول أو العدس أو التوفو.
عن موقع The Beet بتصرف
