بعد وصول الوضع الحكومي إلى ما يشبه "المهزلة"، كونه أظهر عجز السلطة عن الإحاطة بملف التأليف، من المتوقع أن تشهد الساحة المحلية دفعا جديدا في هذا الإتجاه، ينطلق من إعادة تفعيل المبادرة الفرنسية، خصوصا مع وصول وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الى بيروت في زيارة تستمر يومي الخامس والسادس من أيار (مايو) الجاري، بحيث يلتقي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس المكلف سعد الحريري، وقد يلتقي القوى السياسية التي اجتمعت في قصر الصنوبر لدى زيارة الرئيس ايمانويل ماكرون بيروت، ولكن لا شيء مؤكد في هذا المجال.
أهمية هذه الزيارة تمثل في كونها تأتي على وقع عقوبات فرنسية لوّح بها لودريان منذ ايام، لافتا إلى أن فرنسا تضع لمساتها الاخيرة عليها، وستفرضها باريس على الفاسدين في لبنان وعلى مَن يعطّلون الحل السياسي والحكومي المتمثل بالمبادرة الفرنسية، من دون أن يعلن عن اسماء هؤلاء. لكن المعلومات اشارت الى ان العقوبات قد تشمل حجز ارصدة واملاك بعض المسؤولين عن عرقلة الحلول.
وتعكف دوائر السفارة الفرنسية على ترتيب جدول أعمال الوزير الفرنسي في السفارة الفرنسية، على ان يلتقي مندوب عن كل حزب في قصر الصنوبر، وفقاً لمصادر إعلامية.
والثابت ان الجدول المنجز لغاية مساء أمس هو لقاء الرؤساء عون وبري والرئيس المكلف سعد الحريري والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي.
ووفقاً لمصادر دبلوماسية فإن الوزير الفرنسي يأتي في لحظة إقليمية مؤاتية، بعد المصالحات الجارية في المنطقة، والتقارب التركي المصري، والعربي - العربي، فضلاً عن استمرار المفاوضات الدولية حول الملف النووي الإيراني، ومن هنا، تعتقد المصادر ان الوزير الفرنسي يحمل رسالة قوية بضرورة التوصّل إلى تفاهم ضمن سيناريوهات محتملة، ومخاوف من انهيارات مقبلة ما لم تحدث معجزة التفاهم على تأليف الحكومة التي أصبحت المفتاح السحري لكثير من الحلول.