اقترب العدد الإجمالي للإصابات بفيروس كورونا المستجد COVID-19 في الهند، يوم أمس الإثنين، من 20 مليونًا و219 ألف وفاة، فيما ما زالت المستشفيات مكتظة على الرغم من تدفّق المساعدات الدولية.
وتواجه الهند أحد أخطر متحورات كورونا حتى الآن، وهو ما بات يعرف بـ "السلالة الهندية" India Covid، ويُعتبر تفشّي كوفيد 19 "أكثر من مجرد كارثة إنسانية"، إذ يقول الخبراء إن حالات التفشّي غير المنضبطة تهدّد بإطالة أمد الوباء من خلال السماح لمتغيرات فيروسية أكثر خطورة بالتحول والانتشار وربما عدم التأثّر باللقاحات، وفقًا لصحيفة "نيويورك تايمز".
وذكرت الصحيفة بحسب موقع www.alaraby.com أن الولايات المتحدة ستبدأ بتقييد السفر من الهند هذا الأسبوع، لكن القيود المماثلة على المتوجّهين من الصين التي فرضها الرئيس السابق دونالد ترمب في الأيام الأولى للوباء أثبتت أنها غير فعّالة، فيما نقلت الصحيفة عن الدكتور أشيش جها، عميد كلية الصحة العامة بجامعة براون، قوله: "يمكننا حظر جميع الرحلات الجوية التي نريدها، ولكن حرفيًا لا توجد طريقة لإبقاء هذه الطفرات شديدة العدوى خارج بلدنا".
طفرات جديدة
تغيّر فيروس كورونا بشكل دائم مع انتشاره بين البشر، ما أوجد فرصًا لظهور طفرات جديدة يُمكن أن تكون أكثر قابلية للانتقال أو حتى أكثر فتكًا. وسحق أحد المتغيّرات شديدة العدوى، والمعروف باسم B.1.1.7""، بريطانيا في وقت سابق من هذا العام، حتى إنها انتقلت واستقرّت بالفعل في الولايات المتحدة وأوروبا.
وتُشير التقديرات الأخيرة إلى أن طفرة B.1.1.7"" أكثر عدوى بنسبة 60 بالمئة، وأكثر فتكًا بنسبة 67 لالمئة من الشكل الأصلي للفيروس. السلالة الأخرى المقلقة هي P.1"" التي تنشر الفوضى في كافة أنحاء أميركا الجنوبية.
ويظل علماء الفيروسات غير متأكدين من سبب الموجة الثانية في الهند، إذ أشار البعض إلى طفرة محلية تسمى "B.1.617"، لكن الباحثين خارج الهند يقولون إن البيانات المحدودة تشير إلى أن سلالة B.1.1.7"" قد تكون السبب.
وقال الدكتور جها: "إذا أردنا الانتصار على هذا الوباء، فلا يمكننا ترك الفيروس ينتشر في أجزاء أخرى من العالم"، فيما تشير المعطيات الأولية إلى أن اللقاحات فعّالة ضد الطفرات، على الرغم من أنها أقل تأثيرًا على بعضها.
وقالت الدكتورة سيلين غوندر، طبيبة الأمراض المعدية وعالمة الأوبئة في مستشفى بلفيو في نيويورك: "في الوقت الحالي، تظل اللقاحات فعالة، لكن هناك اتجاه نحو فعالية أقل"، بحسب المصدر عينه.
ويقول صانعو اللقاحات إنهم مستعدون لتطوير جرعات معززة من شأنها مواجهة الطفرات، لكن مثل هذا التطوير لن يفيد كثيرًا الدول الفقيرة التي تكافح بالفعل للحصول على اللقاحات الحالية، فيما يرى الخبراء أن أفضل طريقة لتجنّب ظهور متغيّرات خطيرة هي الحد من الإصابات الجديدة وتحصين معظم البشر في أسرع وقت ممكن.
ونقلت الصحيفة عن الدكتور مايكل دايموند، أخصائي المناعة الفيروسية بجامعة واشنطن في سانت لويس، قوله إنه كلما طال انتشار فيروس كورونا، كلما زاد التحوّر، ما قد يُهدّد الأشخاص الذين تمّ تلقيحهم في نهاية المطاف، مضيفًا أن الحل الوحيد هو حصول دول مثل الهند على لقاحات كافية.
وقال دايموند: "من أجل وقف هذا الوباء، علينا تطعيم العالم بأسره"، مضيفًا: "ستكون هناك موجات جديدة من العدوى مرارًا وتكرارًا ما لم نقم بحملة تلقيح على نطاق عالمي".