info@zawayamedia.com
بيئة

الخبير أسطة عن كارثة القرعون... خطورة السيانوبكتيريا ترتفع مع تحلل الأسماك النافقة!

الخبير أسطة عن كارثة القرعون... خطورة السيانوبكتيريا ترتفع مع تحلل الأسماك النافقة!

كارثة القرعون، كارثة إضافية تضاف إلى سجل الكوارث في لبنان خلال الفترة الماضية عموما والأشهر الأخيرة خصوصا، وتستقطب سلبيا اهتمام المجتمع المحلي والعالمي، فلا يمر يوم على اللبناني إلا وهو يتوجس من كارثة مستجدة، أو "مصيبة" جديدة، وكأن لبنان قد غدا مثل المغناطيس يجذب كل ما هو سلبي في هذا الكون الرحب.


وبعيدا عن "النظريات" التي انتشرت حول كارثة بحيرة القرعون، قال  الخبير ماهر أسطة من جمعية "حماية الطبيعة في لبنان" SPNL، وهو الذي يتابع هذه الكارثة وبصورة يومية، لموقعنا "زوايا ميديا" أنه "لحظ نفوق أسماك من الكارب منذ  يوم الأحد 18 نيسان (أبريل) قرب منطقة تل الأخضر البعيدة عن البحيرة، ما يشير إلى امتداد هذه الظاهرة في النهر أيضا"، وأشار إلى أن "مدير عام مصلحة مياه نهر الليطاني الدكتور سامي علوية اتصل به يوم الثلاثاء في 20 نيسان (أبريل) لمتابعة التحري حول هذه الظاهرة، بعد أن كان موظفون تابعون للمصلحة قد لحظوها في البحيرة ومنذ تاريخ 15 نيسان".


وتابع أسطة: "الكارب أو الشبوط، واسمه العلمي Cyprinus Carpio Carpio، ويعتبر هذا النوع من الـ 100 نوع من الأنواع الغازية في العالم، وهو من الأسماك الأكثر مرونة Resilient لجهة التغيرات في البيئة المحيطة، وهذه السمكة Omnivore، أي تتغذى على مجموعة كبيرة من الكائنات الحية سواء من النباتات والحيوانات وحتى على بقاياها، وقد تم جلبها في سبعينيات القرن الماضي، بهدف إنتاج ثروة سمكية من البحيرة، إذ تتكاثر بصورة كبيرة وتتحمل الكثير من العوامل البيئية المتطرفة، لجهة نقص الأوكسجين وزيادته، وهي من أسماك المياه العذبة التي تتغذى على كائنات قعر المسطحات المائية لقدرتها الكبيرة على التكاثر من جهة، ومنافستها الأسماك المحلية على مصادر الغذاء، ومقارنة مع أنواع الأسماك الأخرى المتواجدة في البحيرة، فإن نفوقها وحدها، ودون غيرها من الأنواع (في هذا الرابط على صفحة أسطة، سمك الغامبوزيا يتكاثر ويتغذى على أسماك الكارب النافقة)، ما يؤكد حالة specific vector host  أي عامل محدد يصيب هذه الأسماك، ومن المرجح أن يكون فيروس SVC أو Spring viraemia of carp، ومن التسمية فهو مرتبط بهذا الفصل أي فصل الربيع، والذي تم التعرف إليه في العام 1978 في يوغوسلافيا، عندما أصاب مزارع الكارب هناك، وقد قام المعنيون في يوغوسلافيا آنذاك بتجفيف هذه المزارع من المياه، والتخلص من الأسماك للقضاء على الفيروس، وهذا الأمر من المستحيل القيام به في بحيرة القرعون".


وأوضح أن: "تشريح الأسماك أظهر خراجات في أعضائها الداخلية وعلى الجلد، بينما خياشيمها طبيعية، ما يدحض نظرية التلوث بالسيانوبكتيريا، كما أن هذه السمكة يمكن أن تعيش في برك قليلة بالأوكسجين ولأشهر، وعلى نسب تصل إلى 0.3 ملليغرام/ليتر، حيث تنفق على هذه النسبة معظم الكائنات الحية، وقد وجدنا أنها تعيش على نسبة 1.6 ملليغرام/ليتر أوكسجين على عمق 30 مترا من سطح البحيرة، وبالمقابل فهي تتحمل نسب تشبّع بالأوكسجين، كما ويمكن أن تعيش خارج المياه لأكثر من 24 ساعة، ما يرجح نظرية الفيروس، التي ننتظر نتيجة الفحوصات المخبرية لعينات من هذه الأسماك سيتم إرسالها إلى مختبرات خارج البلاد".


وقال أسطة: "كما وأن نظرية أن المبيدات التي رشها الجيش للقضاء على الجراد قد أدت إلى هذه الكارثة، غير منطقية، كون الجيش قد رش المبيدات بتاريخ 23 نيسان (أبريل) بينما النفوق بدأ منذ 15 نيسان (أبريل) كما أبلغ عنه موظفو المصلحة".


وعن نظرية نفوق الإناث بسبب انسداد مجرى البيض وتعفنه داخلها، أرفق أسطة صورة لذكر مصاب، مؤكدا أن النسبة متماثلة بين الجنسين، وأن مخرج البيض في الأسماك سليم، كما أن الكارب معروف بقدرته على إنتاج كميات هائلة من الأسماك تصل إلى المليون بيضة، ولا يتجاوز حجمها جميعا رأس الدبوس، تطلقها نحو المياه بعد استقطابها الذكور ليتم تلقيحها، وتفقس بعد ذلك بأيام ووفقا لدرجة الحرارة المحيطة".


وأشار أسطة إلى أن "الكارثة كبيرة، خصوصا وأن عملية تنظيف البحيرة مستمرة، ولكن كلما انتهينا من منطقة، تعود الأسماك للظهور وبوتيرة كبيرة، وبمعدل سمكتين بالدقيقة، نحن في سباق مع الوقت، لتنظيف البحيرة، خصوصا وأن وجود الأسماك النافقة يرفع نسبة الفوسفات التي تغذي السيانوبكتيريا السامة ويؤدي إلى ظاهرة Cyanobacteria bloom الخطيرة، التي تهدد كافة أنواع الحياة في البحيرة والبشر، خصوصا مع ارتفاع درجة الحرارة وكمية المغذيات الإضافية من الأسماك، لذا نعمل بسباق مع الوقت لانتشال أكبر كمية من الأسماك النافقة، والتي تعود إلى الظهور بوتيرة تصاعدية، وقبل تحللها وتلويثها البحيرة أكثر والسماح للسيانوبكتيريا بالإزدهار Bloom

الخبير أسطة عن كارثة القرعون... خطورة السيانوبكتيريا ترتفع مع تحلل الأسماك النافقة! 1 الخبير أسطة عن كارثة القرعون... خطورة السيانوبكتيريا ترتفع مع تحلل الأسماك النافقة! 1 الخبير أسطة عن كارثة القرعون... خطورة السيانوبكتيريا ترتفع مع تحلل الأسماك النافقة! 1
سوزان أبو سعيد ضو

سوزان أبو سعيد ضو

Managing Editor

ناشطة بيئية وصحافية متخصصة بالعلوم والبيئة

تابع كاتب المقال: