تضخيم إعلام التيار الوطني الحر لزيارة النائب جبران باسيل، تأتي في سياق يجافي الواقع من حيث "أهميتها" المفترضة، لكن "تعزيز" الزيارة إعلاميا، يمثل تعويضا عن دور وتراجع حضور، خصوصا وأن رئيس التيار يعلم مسبقا أن زيارة موسكو ما هي إلا محطة سيزورها المسؤولون اللبنانيون تباعا، ولا تتعدى هذا الإطار، ذلك أن ثمة لحسابات روسية تقول بالانفتاح على جميع القوى السياسية في لبنان!
وإذا ما بنى باسيل آمالا كبيرة على زيارة موسكو، فباتأكيد سيصاب، أو أصيب بصدمة عودته خائبا، فلم يولي المسؤولون اهتماما بتعويم باسيل أو دعمه، لا بل أكدوا أن ثمة حاجة لحكومة برئاسة سعد الحريري تكون قادرة على الشروع بالإصلاحات الملحة.
ومن هنا، جاءت الزيارة في إطار "قرار روسيا استقبال كل الفرقاء وحرصها على العلاقة مع كل القوى، وموقفها داعم لتشكيل حكومة برئاسة الحريري من دون ثلث معطل ومؤلفة من اختصاصيين"، موضحة أن "لا مبادرة جديدة وإنما موقفها ينبع من دعم الاستقرار في لبنان"، بحسب "الأنباء" الإلكترونية.
وأشارت مصادر لـ "الأنباء" أن لا توقعات بنتائج محددة لزيارة باسيل، إلا أن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف يأمل بأن "يلتزم باسيل بالتعهد الذي قطعه عبر النائب أمل أبو زيد قبل الزيارة، بأنه في حال حصلت الزيارة، فهو سيسهل عملية تشكيل الحكومة"، ملمّحة الى "اعتراض روسي على طرح باسيل للمقاربة الحكومية، إذ أن ما يطرحه سيمنحه 10 وزراء لعون مقابل 6 للحريري".