صار واضحا أن الرئيس المكلف سعد الحريري لم يكون في وارد الإعتذار، فالمسألة تخطت الجانب الشخصي إلى موقع الرئاسة الثالثة، أي أن يكون الحريري لا يمكن مجرد واجهة على مستوى المشهد السياسي الداخلي، ولن يكون أيضا أسير توجهات الفريق السياسي لرئيس الجمهورية.
تاليا، لن يقبل الحريري أن تجيّرَ الإنجازات – في مـا لو تحققت – للعهد وفريقه، ولن يقبل كذلك أن يجري تحميله وحده تبعات الفشل والإخفاق، وإلى الآن لا يدرك التيار الوطني الحر أن "اللعب بنار التوازنات" ممنوع، لا بل ودونه مخاطر لن تفضي إلا لمزيد من الكوارث، ويبدو أن رئيس التيار النائب جبران باسيل غير ملم بخصوصية السياسة اللبنانية، وهذا ما أفضى إلى عزلته، محليا وإقليميا ودوليا، باستثناء موسكو التي تسعى للإحاطة بخيوط الأزمة الداخلية لأسباب متصلة بتوازنات المنطقة والتسويات القادمة.
الحريري في حركته وحراكه العربي والدولي يحاصر باسيل، هذا ما تأكد في الأسابيع القليلة الماضية، في وقت بدا فيه أن فريق رئيس الجمهورية ماض نحو مزيد من العزلة، وبإرادة من مستشارين ومقربين، وحدهم يتحملون إخفاق العهد وتحلل الدولة!