احتضنت العاصمة النمساوية فيينا، منذ مطلع نيسان (أبريل) الجاري، محادثات بين وفود من الدول المعنية بالاتفاق النووي الإيراني، وهي الصين، روسيا، أمريكا، فرنسا، بريطانيا وألمانيا لبحث فرص عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي مع إيران، ورفع عقوباتها عن طهران.
واتفقت أطراف الاتفاق النووي الإيراني على مواصلة المشاورات، وعلى مستوى الخبراء، لمناقشة الجوانب الفنية وتفاصيل القضايا المتعلقة برفع العقوبات عن إيران.
وفي موقف لافت للإنتباه، هدد مساعد وزير الخارجية الإيراني، وكبير المفاوضين في مفاوضات فيينا، عباس عراقجي، اليوم الأحد، بأن بلاده ستنسحب من المفاوضات بين أطراف الاتفاق النووي في العاصمة النمساوية، ولن تسمح بإطالة أمدها إن اتجهت نحو إهدار الوقت.
وجاء حديث عراقجي، في أعقاب اجتماع عقده مع البرلمان الإيراني ذي الأغلبية المتشددة بشأن التقدم في المحادثات، وقد عارض العديد من المشرعين جهود الرئيس حسن روحاني لإحياء الاتفاق وحاولوا التأثير على المفاوضات، ولم يعلق عراقجي على نتيجة ذلك الاجتماع، وقال في مقابلة مع وكالة أنباء إيكانا الحكومية، إن الولايات المتحدة يجب أن تلغي العقوبات المفروضة على نحو 1500 مواطن إيراني كجزء من جهود إحياء الاتفاق النووي لعام 2015.
وأكد عراقجي، وفقا لوكالة "خانة ملت" الإيرانية، بعد اجتماعه مع لجنة الأمن القومي في البرلمان: أن طهران "لن تسمح بإطالة أمد المفاوضات في فيينا وستنسحب منها إذا اتجهت نحو إهدار الوقت"، مضيفا أن "طهران رفضت رسميا مقترح رفع العقوبات عنها بشكل تدريجي وخطوة بخطوة ولم يعد هذا الموضوع مطروحا في فيينا".
ولم يذكر عراقجي مزيدًا من التفاصيل، لكن تعليقات يوم الأحد تتماشى مع مطالب إيران بأن ترفع الولايات المتحدة كل العقوبات التي أعادت فرضها على الجمهورية الإسلامية، بعد أن تخلى الرئيس دونالد ترامب عن الاتفاقية التاريخية وفرض مئات العقوبات الإضافية التي أضافتها إدارته.
واعتبارًا من يوم الاثنين، فمن المقرر أن يجتمع الدبلوماسيون في فيينا للأسبوع الثالث على التوالي في محاولة لإنقاذ الاتفاق النووي الإيراني مع القوى العالمية، مع مرور الوقت على اتفاقية المراقبة المؤقتة بين طهران ومفتشي الأمم المتحدة في الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
في وقت سابق يوم الأحد، قال رئيس لجنة الأمن القومي بالغرفة، مجتبى ذو النور، إنه يقود الجهود لمنع استعادة الاتفاق النووي دون موافقة برلمانية كاملة، وقال إنه يجب أن يحضر النواب اجتماعات فيينا، حسبما ذكرت وكالة تسنيم شبه الرسمية للأنباء.
وسيترأس الاتحاد الأوروبي المحادثات في فيينا، حيث يحاول المبعوثون مزامنة عودة الولايات المتحدة إلى اتفاق 2015 وامتثال إيران لها، بعد أن أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 8 أيار (مايو) 2018، انسحاب بلاده رسميا من الاتفاق النووي الإيراني، باعتباره "ليس اتفاقا، وأمريكا لا تستطيع تنفيذه، أو العمل به"، لافتا آنذاك إلى أنه "لم ولن يجلب السلام والهدوء إلى المنطقة"، وقام بعدها بفرض عقوبات من جانب واحد على إيران، وعادت بعدها حكومة طهران إلى تعزيز قدرتها النووية وإنتاج اليورانيوم المخصب.
وقال عراقجي إن تسلسل عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق وعودة إيران إلى الامتثال الكامل لشروطها، وهو موضوع المحادثات المتعددة الأطراف الحاسمة التي تضم كلا البلدين في فيينا في الأسبوع المقبل، فلن ينطوي على مبدأ "خطوة بخطوة"، بل سيتماشى مع مطالب الجمهورية الإسلامية.
من جهتها، كشفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة في تقرير صادر عنها أن إيران قللت في 21 نيسان (أبريل) غيرت نمط إنتاج اليورانيوم المخصب وعدد أجهزة الطرد المركزي حتى نسبة 60 في المئة من النقاء في منشأة نطنز فوق الأرض لتخصيب اليورانيوم لتصبح مجموعة واحدة من اثنتين سابقا