لمناسبة عيد انتقال السيدة العذراء، ترأس البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي قداسا في كنيسة سيدة قنوبين، القى خلاله عظة بعنوان "ها منذ الان تطوبني جميع الاجيال، لأن القدير صنع بي العظائم".
وقال: "وطننا مشلول اصلا بالازمة السياسية والاقتصادية والمالية والمعيشية والكورونا، واليوم بالانفجار لنصبح على الحضيض"، مضيفا: "نصلي بنوع خاص من اجل المسؤولين عندنا الذين يجب ان يطووا الصفحة ويدركوا ان هناك زمنا جديدا بدأ مع الانفجار الذي حصل في المرفأ، ويجب ان يحصل التغيير اولا في قلب كل انسان، وكلنا أصابنا الحزن عندما أحسسنا ان السماسرة بدأوا البحث عن كيفية شراء البيوت ليستولوا على الارض ليس فقط البيوت التاريخية والجميلة هندسيا. اسميتهم بالغربان الذين يحومون حول الجثث بدون حياء، هؤلاء يمكن وضع حد لهم ولكن هناك غربان من نوع آخر، الغربان السياسيين الذين يستغلون كل هذا الواقع ويهتمون بحساباتهم الشخصية ولم يشعروا ان الامور تغيرت ولم يشعروا بأن في الشوارع شعبا صوته اقوى من صوت المدفع. هؤلاء السياسيون لا يمكنهم ان يستمروا لان العمل السياسي ليس تجارة بل فن شريف لخدمة الخير العام وليس فنا للربح الشخصي او فنا للتضحية بالوطن والشعب".
أضاف: "نصلي كي يدرك السياسيون ان ما من سياسة ولا وصول ولا حماية للبنان إذا لم يعيشوا الايمان بالله وليس بذاتهم، وعاشوا الحرية دون الاستعباد لاحد وعاشوا استقلالية القرار غير المستورد من الخارج. في قنوبين لا يمكننا النطق الا بهذا الكلام لان الـ 400 سنة لم تذهب هدرا ولدينا تاريخ وجذور هنا، لا يوجد الا الارض والسماء هنا تجذروا في هذه البقعة الصغيرة التي اسماها البابا القديس يوحنا بولس الثاني رسالة ونموذج للشرق والغرب، وامامهم السماء يستمدون القيم من فوق".
وختم: "على هذه النية نرفع الصلاة كي يكون بعد 4 آب ليس كما قبله مثلما قال الرئيس الفرنسي. ونقول يا رب يا يسوع انت سيد العالم ملك الملوك وسيد السادة، بارك كل انسان اعطى ذاته لخدمة الخير العام ليستمد معنى السيادة والخدمة من سرك العظيم، انت الذي ذبحت ذاتك لفداء البشرية. ويا مريم يا سلطانة السماء والارض، يا سيدة لبنان، احمي هذا الوطن والكرة الارضية، انت امها حافظي عليها واحمينا".
وبعد القداس جال الراعي على الاقسام التي تم ترميمها وتأهيلها، ثم شارك في الغداء القروي الذي اعدته الراهبات بالمناسبة.