جراد السلطة في لبنان أخطر من أي نوع جراد على كوكب الأرض، ولا نقول ذلك من قبيل التندر، إنما توكيدا على نهمٍ أين منه جراد الطبيعة، إذ لا مجال للمقارنة، حتى أننا يمكن أن نتضامن مع الجراد الوافد إلى لبنان، فهو قيد المعالجة برش السموم والمبيدات، فيما جراد السلطة لا ينفع معه أكثر المبيدات سمية.
جراد السلطة يعقد صفقات، يتحاصص على مشاريع وسمسرات وعمولات، يعرقل مسيرة الدولة، يعطل المؤسسات، يعيث في الدولة فسادا وخرابا، حتى أمست كالأرض اليباب، دولة مشلعة أبوابها للقريب والبعيد، والعدو والصديق، يتناتش الجراد آخر ما فيها من غصن أخضر أو يابس، أو بين بين.
جراد السلطة أكل أخضر لبنان ويابسه منذ عقود ثلاثة وربما أكثر، وها نحن اليوم نواجه مشهدا كارثيا خلّفه جراد السياسة في لبنان، إفلاس، فقر، جوع والآتي أعظم.
مسكين الجراد الطبيعي، حتى ولو تطاول على عرسال ومناطق من الهرمل، حيث سجل أمس وصل أسراب كبيرة من الجراد إلى بلدة الشربين وبلدة الكواخ وبلدة سهلات الماء والقصر في قضاء الهرمل، فيما ناشدت بلديات المنطقة المعنيين التدخل فورا لمواجهة هذة الآفة الجديدة التي قد تقضي على كل المزروعات.
غدا لن يكون ثمة جراد وستنتهي الكارثة الطبيعية، وسيبقى الجراد السياسي ينخر عظام اللبنانيين ويمص دماءهم!!