info@zawayamedia.com
لبنان

الكل مأزوم... فمن المستفيد من التصعيد؟

الكل مأزوم... فمن المستفيد من التصعيد؟


في ظلّ ما يعانيه اللبنانيون من تداعيات كارثة مرفأ بيروت وتدمير العاصمة والنكبة التي ألمّت بعشرات آلاف الأبرياء، ووسط حراكٍ دوليّ لم يسبق له مثيل وتسابق الأقربين والأبعدين إلى مدّ يد العون للبنان غذاءً ودواءً وبلسمةً للجراح، مع ما يواكب ذلك من خلط أوراقٍ للتأثير السياسيّ لدول القرار ومواقع "أعوانها" في لبنان، قد يبدو التعليق على عنوانٍ فرعيّ في صحيفةٍ لبنانية يقول "جنبلاط يمهّد لـ ٥ أيار جديد" مسألةً بسيطة لا تستحقّ التوقف عندها.. ولكن:


- هذه الصحيفة معروفة الهوى والانتماء، ولطالما شكلت الصوت الذي يسبق بالتحليل والتبرير حدثاً يُخطط له، ويُلحقه بالتهليل والتطبيل والتمجيد والمزيد من التهويل.


- تجربة ٨ أيار 2008 أثبتت أنّ حزب الله لم ولن يتردّد في قلب الطاولة في وجه الجميع عند استشعاره استهدافاً سياسياً له يمهد لطرح موضوع سلاحه الخارج عن سلطة الدولة، وإمساكه بقرار الحرب والسلم متجاوزاً الإجماع الوطني في قرارات مصيرية تتعلّق بالصراع مع العدو الإسرائيلي، وإمساكه بمفاصل الحياة السياسية وتحكمه بالمواقع والمناصب، وأبرزها الرئاستان الأولى والثالثة، مع ضمانه للرئاسة الثانية في سلّة الثنائية المسلّم بها.


- كل الأسئلة المطروحة والمشروعة عن احتمال عملٍ "عدواني" أو "تخريبي" في كارثة المرفأ، والصمت المتبادل بين إسرائيل وحزب الله الذي جانَب هذا السيناريو- هو الذي لم يكن يفوّت انهيار جدارٍ في أيّ مكان من لبنان لتحميل إسرائيل المسؤولية عنه- تلك الأسئلة ترسم علامة استفهام عن دورٍ محتمل للحزب قد تؤكده (أو تنفيه) تحقيقاتٌ دولية بات انطلاقها شبه مؤكد، تخلص إلى إدانته (قضائياً أو سياسياً) مع ما يستتبعه ذلك من إجراءاتٍ تطاله محلياً ودولياً.


- تزايد المنفضّين عن تيّار الرئاسة الأولى والأصوات المنادية برفع الغطاء المسيحي عن الحزب، ما قد يضعه في "حجرٍ وطني" يُضعف موقعه وتأثيره.


- إصدار المحكمة الدولية الخاصة بلبنان حكمها النهائي في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه، مع مضبطة اتهامات باتت معروفة وتدين الحزب وتحمّل قيادته مسؤولية التخطيط والتنفيذ لهذه الجريمة الكبرى التي عصفت بلبنان وقلبت مساره وموقعه ودوره رأساً على عقب.


ليس دفاعاً عن وليد جنبلاط ولا عن أيّ زعيمٍ أو مرجع سياسيّ في لبنان حالف أو دافع أو غطّى أو تغاضى عن الحزب وسلاحه لظروفٍ أو ضغوطٍ أو حسابات مختلفة، لكنّ هذا العنوان ليس مجرّد عنوان فرعي في صحيفة، بل يشكل رسالة تهديد واضحة لكل من يهمه الأمر، تندرج في إطار الاغتيال السياسي- الإعلامي، وتستحضر سلسلة اغتيالات طالت شخصيات فاعلة معارضة للحزب، وتشكل تلويحاً بيومٍ أسود عاشته بيروت، يصرّ مرتكبوه على وصفه باليوم المجيد ويلوّحون بتكراره.


فمن له مصلحة بالتصعيد في هذا الظرف الدقيق؟


 


 


بسام سامي ضو

بسام سامي ضو

كاتب وصحافي لبناني مقيم في دبي