حتى الجراد لم يوفِّر لبنان، ويُقال إنه في سنوات الجدب والقحط تكثر الكوارث والأزمات، فحلت هذه الحشرات الكارثية "ضيفا ثقيلا" أعاد اللبنانيين إلى تاريخهم غير البعيد، إلى أيام "سفر برلك" ومن ماتوا جوعا على دروب الشقاء، وما أشبه اليوم بالأمس، ففي القرن الحادي والعشرين ثمة جوع في لبنان، وثمة جراد أيضا، وكأننا أمام "نيو سفر برلك"، لكن مع فارق بسيط، فـ "سفر برلك" مطلع القرن العشرين سببته الحرب العالمية الأولى والإحتلال العثماني، أما "سفر برلك" فسببه سلطة التحاصص وفسادها.
من الشرق هذه المرة، أطل الجراد آلافا مؤلفة عبر سوريا، شمالاً، وربما أبعد، ليصيب مزروعات البقاع الموسمية، وغير الموسمية، بدءاً من بلدة عرسال الحدودية، ومع انتشار مجموعات إضافية في سماء البقاع، سارعت وزارة الزراعة إلى استنفار امكانياتها، ورش المبيدات، وتوزيع الأدوية السامة على البلديات، لمواجهة الانتشار، والحد من زحف الجراد، على المناطق المزروعة والمأهولة.
وتولت مروحيات تابعة للجيش اللبناني، رش المبيدات مباشرة من الجوّ، للحد من تقدّم المجموعات السيّارة من الجراد، ذي الحجم الكبير.