بعد اكتشاف 55 إصابة جديدة بما اتفق على تسميته بالسلالة الهندية من فيروس كورونا، أو "بي.617.1" B1.617 المتحورة من فيروس كورونا، وبعد أن وصل إجمالي إصابات بهذا المتحور إلى 132 إصابة مؤكدة في بريطانيا، علما أن هذه السلالة قد رصدت لأول مرة في الهند، فقد أعلن وزير الصحة البريطاني مات هانكوك أن بريطانيا ستضيف الهند إلى قائمة السفر الحمراء اعتبارا من صباح غد الجمعة 23 نيسان (أبريل) 2021، أي أن المسافرين من الهند سيتعين وضعهم بالحجر الصحي في فنادق، ووفقا للباحثة في البيولوجيا الجزيئية والعلوم السرطانية الدكتورة أصالة لمع، فبالإضافة إلى بريطانيا فقد رصدت هذه السلالة الهندية، في الولايات المتحدة، ألمانيا، بلجيكا، سويسرا، سنغافورة، نيوزيلاندا وأستراليا، فهل يجب أن نخاف من متحور كورونا الهندي؟
سلالات الفيروس:
وفي هذا المجال، ووفقا للمع، وتوضيحها على صفحتها الخاصة على موقع التواصل الإجتماعي "تويتر" عبر سلسلة Threadمن التغريدات، حول السلالات المختلفة وخصوصا الهندية منها، ومرفقة هذه التغريدات بالصور والبيانات والجداول التوضيحية، فهناك حاليا عدة أنواع من متحورات الفيروس، وأهمها:
أولا، السلالة البريطانية: أو المتحور B1.1.7 الذي انتشر بشكل كبير منذ كانون الأول (ديسمبر) الماضي، وهو سريع الإنتشار (أسرع بـ 35 بالمئة) وفقا لآخر الدراسات، بسبب تحورات في البروتين الشوكي للفيروس Spike protein.
ثانيا، السلالة الجنوب أفريقية، أو المتحور B1.35 وقد انتشر بسرعة في الأسابيع الأخيرة، وقد اكتسب قدرة على التخفي المناعي، أما الطفرة الأساسية الخاصة بهذه السلالة E484K فقد ظهرت تقريباً في الوقت نفسه الذي ظهر فيه المتحور البريطاني.
ثالثا، سلالة كاليفورنيا: أو B1.617 وهي عبارة عن متحورين B1.427 وB1.429، ظهرت هاتان السلالتان منذ 18 كانون الثاني (يناير) الماضي، وانتشرتا بشكل سريع ومقلق للغاية في كاليفورنيا، أما الطفرة الأساسيةL452R ، فهي إحدى طفرات المتحور الهندي أيضاً.
رابعا، السلالة الهندية: ظهر هذا المتحور للمرة الأولى في الهند في 5 تشرين الأول (اكتوبر) 2020 وقد بدأ ينتشر بشكل سريع منذ أسابيع فقط، وبالتحديد في 24 آذار (مارس) أعلنت السلطات الهندية عن ظهور هذا المتحور جديد وأن انتشاره بلغ بين 15-20 بالمئة من أشكال الفيروس السائدة في الهند (وأن الرقم قد وصل الرقم الى ٥٥ بالمئة في بعض المناطق).
وقد أشارت لمع إلى أن "الهند تشهد موجة لا سابق لها، بحيث تسجل ألفي وفاة يومياً، وحوالي 300 الف حالة جديدة في اليوم الواحد. في بداية آذار (مارس) لم يكن يسجل سوى 12 ألف حالة في اليوم فقط، هذا الانفجار في الحالات ترافق مع ارتفاع نسبة انتشار المتحور الجديد ما يطرح دور محتمل له طبعاً، انما العلاقة غير مثبتة الى الآن".
وعزت لمع الأمر إلى أن "وجود طفرتين احداهما مسؤولة عن التخفي المناعي والثانية عن تسريع الانتشار في المتحور نفسه ولذا يسمى غالباdouble mutant ، وهو أمر مقلق... سبق وظهرت الطفرة E484K في المتحور البريطاني في بريطانيا انما لحسن الحظ تم السيطرة على انتشارها سريعاً، وهذه الطفرة توجد في نفس موقع الطفرة الرئيسية لمتحورات جنوب افريقيا والبرازيل، اي أنها تغير الحرف E الموجود قي الموقع 484 في تسلسل البروتين، وتستبدله ب k في حالة متغيرات حنوب افريقيا والبرازيل، وب Q في المتحور الهندي، والمتوقع أن تكسب الطفرة الفيروس قدرة على التخفي المناعي كالطفرة E484k، أماL452R ، وهي الطفرة الموجودة في متحور كاليفورنيا. فإن دراستين حديثتين (لم تتم مراجعتهما بعد) تظهران قدرة أسرع على الانتشار تتراوح بين 18 و40 بالمئة، بالاضافة الى احتمال انخفاض قدرة الأجسام المضادة، وكذلك الخلايا المناعية، على تحييد الفيروس الحامل لهذه الطفرة"، وفي المحصلة فإن هذا المتحور الهندي وفقا للمع "يحتوي هذا المتحور على طفرتين أساسيتين: E484Q و L452R ، وكما تلاحظون هاتان الطفرتان سبق ووجدتا في متحورات أخرى بشكل منفصل انما ليس في المتحور نفسه كما هو الحال الآن".
ووصفت لمع الوضع في الهند بأنه "يشبه الحرب وفقا للصحافة، في ظل انقطاع الأدوية ووصول المستشفيات الى قدرتها الاستيعابية القصوى، والانقطاع شبه التام للاوكسيجين في كثير من المستشفيات الحكومية والخاصة، وقد بدأت العاصمة حجراً تاماً منذ الاثنين لمدة أسبوع، لمحاولة توفير الوقت لتأمين مستشفيات للطوارئ"، لافته إلى أنه "بسبب التراخي في تطبيق الاجراءات الذي شهدته الهند مؤخراً ساهم ايضاً بدوره في انفجار الوضع"، وأن "أصابع الإتهام تتجه نحو الحكومة التي سمحت باقامة احتفالات دينية (حج نهر الغانج مؤخرا) وتجمعات سياسية ورياضية، في معظمها لم يكن الناس يرتدون كمامة اصلاً".
وخلصت لمع إلى أنه " ربما (شباك اطلاق النار) على الفيروس يضيق، ويجب أن نتقدم في حملات التطعيم بسرعة اذا كنا لا نريد لهذا العدوّ أن يطوّر عدته، ويدفعنا إلى خسارة الحرب أو العودة الى بداية المعركة! نجاحنا اليوم في الخروج من الجائحة مرتبط برفع قدرتنا على إنتاج اللقاحات، وتسريع وتيرة التطعيم، فهل ننجح؟"




