لا جديد حكوميا، إلا الفقر والعوز والإنهيار، فيما المنظومة تمعن في إخراج لبنان من عباءة الدولة إلى منطق الرعاع والكاوبوي الأميركي، الأقوى يعطل لغرض ومطمع، ولا يأبه لشعب يئن من وجع، تستباح كرامته طلبا لمواد غذائية مدعومة.
ثمة من يرى في استباحة الدولة "بطولة" ويهلل ويكاد يرفع شارة "النصر"، وحده لبنان يسير القهقرى نحو مهاوي الفتن، فهذا الفلتان السياسي ليس بأكثر من "بروفة" لخضات أمنية، ربما تعيدنا بالذاكرة إلى 13 نيسان (أبريل) 1975، ولا من يتعظ ويرعوي.
الحكومة في براد الإنتطار، وتلك التي تصرِّف الأعمال "شاهد ما شفش حاجة"، وهناك من يمعن في فرض شروطه بأكبر من حجمه ودوره وموقعه، فيما لبنان يقبع في العناية المركزة، وربما يدخل في "كوما" تقعده عن أداء دوره كوطن، وكأن الكل ينتظر الفرصة لهذا الموت السريري ليلوذ إلى "جمهوريته"، خصوصا وأن جمهور الطوائف حاضر ليكون ميليشيا، وتبقى ساعة الصفر، إعلانها، وإطلاق النفير، وتلاوة البيان رقم 1!